hafid derradji

 نفتخر بمواقف شعبنا وبلدنا !

 ما يحدث في غزة منذ أكثر من شهر من تقتيل وتدمير وتهجير وتحد للارادة الدولية ومشاعر الانسانية جمعاء ، يحزننا مثل كل البلدان والشعوب الحرة التي تقدر معنى الكفاح والنضال من أجل الحرية والكرامة، لكن ردود الفعل العربية والدولية زادتنا اعتزازا وافتخارا بمواقف شعبنا وبلدنا في زمن الخنوع و الانبطاح لأمريكا واسرائيل، والذي لاتقدر فيه بعض الدول العربية على ادانة جرائم اسرائيل ضد الانسانية ولا تسمح بتنظيم مسيرات لرفع علم فلسطين ورفع شعارات دعم المقاومين، أو حتى الدعاء في المساجد لأهلنا في غزة، بينما لا تتردد الجزائر الرسمية والشعبية في الجهر بدعمها للمقاومة والشعب الفلسطيني ولا تتأخر في ايصال المساعدات الى غزة، والدعوة في كل المنابر الى وقف العدوان وتكريس حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

بعض الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع الكيان، وتلك التي تنوي فعل ذلك ، فعلت وتفعل لأجل تحقيق السلام للفلسطينيين على حد تعبير قادتها واعلامها ، لكن اتضح مع الوقت أنها متواطئة مع أمريكا واسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية والقضاء على كل أشكال المقاومة، التي لم تتوانى في ادانتها والتنديد بعملية طوفان الأقصى ، وتأييد حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، بل في الهجوم على شعب أعزل وتدمير البنيان وقتل وتشريد الانسان، وحرمانه من حقوقه الشرعية ، في وقت لم تتوانى الجزائر في اعتبار حماس حركة مقاومة تدافع عن أرضها وعرضها وشعبها وليست منظمة ارهابية، و لم تتردد في الدعوة الى رفع شكوى جماعية أمام محكمة الجنايات الدولية ضد اسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الانسانية.

بعض الدول العربية لم تسمح برفع العلم الفلسطيني وتنظيم مسيرات تأييد لأهلنا في غزة ومظاهرات تنديد بالعدوان الاسرائيلي، ومنعت الأئمة من مجرد الدعاء في المساجد لنصرة الشعب الفلسطيني، ولم تقدر على توفير الماء والدواء والغذاء لأهلنا في غزة، بل ساهمت في مزيد من التضييق عليهم عبر المعابر وفي كل المنابر ، لكن الجزائر الرسمية لم تتردد عن فعل ذلك بارسال خمس طائرات عسكرية عبر مصر، محملة بكل المواد الغذائية والطبية، وتمكنت الجمعيات الخيرية من ايصال معونات مختلفة الى غزة خاصة بواسطة جمعية البركة للعمل الخيري والانساني التي فتحت ثلاثة مراكز ايواء جزائرية بقطاع غزة ضمن حملة الوعد المفعول التي أطلقتها منذ بداية العدوان ، وحتى قبله عندما كان بعض العرب نيام في غفلة عن معاناة شعبنا الفلسطيني.

بعض الدول المطبعة التي اتهمت حركة المقاومة بجلب الهلاك لغزة وأهلها لازالت تعتقد أن تحقيق السلام يمر عبر مزيد من التطبيع والتطويع والخنوع، فحاولت جر العرب الى عقد اجتماعات مصغرة وأخرى موسعة تحت عنوان بحث سبل ايقاف الحرب واحلال السلام ، لكن باطنها كان ملغما يدعو فقط الى هدنة لتقديم لتقديم المساعدات الانسانية للفلسطينيين ثم مواصلة العدوان للقضاء على حماس، لكن رفضت الجزائر المشاركة فيها والمساواة بين الجلاد والضحية من خلال التنديد بما يسمى أعمال العنف وادانة عملية طوفان الأقصى التي جاءت دفاعا عن النفس وردا على استمرار الاحتلال في بطشه بالشعب الفلسطيني وتهجيره ، و بناء المستوطنات وتدنيس القدس والأقصى، والتضييق على الفلسطينيين في غزة والضفة ، وعلى المعتقلين في سجون الاحتلال منذ عشرات السنين.

غربال الأحداث في غزة يهتز كل يوم ليسقط اشخاص ومؤسسات ودول عربية وغربية عميلة وأخرى متواطئة ضد القضية الفلسطينية ، تفتح عيون الشعوب على قادتها وأنظمتها، وتزيدنا اعتزازا وافتخارا بمواقف بلدنا وشعبنا النابعة من قيم ثورتنا المجيدة ومبادئ شعبنا التي لا تتغير رغم الاغراءات والتهديدات المباشرة وغير المباشرة، وكل أشكال التضييق والتهميش الذي تتعرض لها الجزائر في المحافل الدولية من جهات عربية وغربية ، تقتضي منا مزيدا من الانسجام والتناغم والجهد لتقوية الجبهة الداخلية وتجاوز كل المتاعب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه شعبنا وبلدنا للحفاظ على استقلالية قرارنا وتجنب كل أشكال الخنوع الذي سقطت في وحله أنظمة تقول في السر لأمريكا واسرائيل ما لاتقوله في العلن ، وشعوب لا تقدر على التعبير عن مشاعرها ومواقفها في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

الحمدلله على نعمة الجزائر رغم كل النقائص والعيوب، ورغم تقصيرنا في حقها ، وفي حق بعضنا البعض ، لكننا لن نقصر في حق شعبنا الفلسطيني الذي تؤلمه بعض الأنظمة العربية التي قهرت شعوبها ونخبتها وأئمتها خوفا من اسرائيل وطمعا في أمريكا التي لن ترضى عنهم مهما توددوا وخضعوا.

حفيظ دراجي

الجزائر الأن 9 نوفمبر 2023

حفيظ دراجي

حفيظ دراجي : اعلامي جزائري، مذيع ومعلق في قنوات bein sports منذ 2008 كاتب صحفي في عديد المواقع والصحف، وقبلها مذيع ومعلق في التلفزيون الجزائري بين 1988 و 2008 ، تقلد مناصب مدير القسم الرياضين مدير الأخبار ونائب للمدير العام

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل