hafid derradji

 طوفان الأقصى على خطى ثورة التحرير الجزائرية !

بالموازاة بين طوفان الأقصى والذكرى التاسعة و الستين لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية ، شدني مقال كتبه في قناته على تطبيق تيليغرام السيد عزة الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس مكتب العلاقات العربية والاسلامية للحركة ، يشيد فيه بالثورتين ويربط بين الأسباب والمجريات والتداعيات التي تؤدي في تقديره الى نفس النتائج دون أدنى شك، لذلك فضلت أن أخصص هذا الحيز ، وانشر مضمونه مثلما فعلت قبل أيام عند استعانتي بافتتاحية صحيفة “هارتس” الاسرائيلية التي وصفت الشعب الفلسطيني “بأفضل شعوب الأرض في الدفاع عن وطنهم”، واعترفت بشجاعته وبسالته وإيمانه بقضيته ، وصبره على كل المحن التي تعرض لها على مدى عقود طويلة.

بمناسبة ذكرى اندلاع ثورة التحرير الجزائرية ومرور ما يقارب الشهر على طوفان الأقصى كتب عزة الرشق مذكرا “أن ثورة التحرير الجزائرية كانت محطة مفصلية في سبيل تحرير الجزائر عندما تفجرت في الفاتح نوفمبر 1954، ومعبرا عن إيمانه أن العملية البطولية طوفان الأقصى ستكون معبرا لتحرير فلسطين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس لأنها تسير على خطى ثورة التحرير الجزائرية ، بكل ثبات وإصرار ويقين ، بما يصنعه شعبنا وأهلنا في غزة من ملاحم الصمود والتضحية والثبات على الأرض ورفض التهجير، وبما تبدع فيه كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية من التصدي لجيش الاحتلال والرد على مجازره وجرائمه ضد المدنيين العزل من الأطفال والنساء ”

في ذكرى ثورة التحرير الجزائرية اعتبر عزة الرشق أن ” الشعب الفلسطيني يستلهم من هذه الثورة الجزائرية المباركة، (1854-1962)، كل معاني الجهاد والمقاومة والتضحية والإصرار على تحقيق تطلعاته في الحريّة والاستقلال، وانتزاع الحقوق المشروعة، مهما بلغت التضحيات، فارتقاء الشهداء لن يزيدنا إلا المضي قدماً في طريق المقاومة والنضال، ولن يفلح في كسر الإرادة وإخماد جذوة المقاومة. لقد كان دأبُ المحتلين عبر التاريخ وسم المقاومة وحركات التحرّر الوطني بالإرهاب، كما كان مع مقاومي جبهة التحرير الوطني الجزائرية، وها هو التاريخ يعيد نفسه اليوم، حيث سارع الاحتلال وداعميه من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب المنحاز لهذا الاحتلال بوسم حركة (حماس) بالإرهاب”

عزة الرشق أكد في مقاله “أنَ هذا الوسم لا يليق إلاّ بالاحتلال، ولم ولن يفلح بتشويه حقّ المقاومة الشرعي الذي تقره كل المواثيق والأعراف الدولية، في النضال من أجل الحرية وتقرير المصير” ووجه تحيته الى الجزائر والجزائريين على تفاعلهم و تضامنهم ودعمهم للشعب الفلسطيني ومقاومته بكل الوسائل، متوعدا بالسير على خطى تلك الثورة التحريرية التي قدّمت الشهداء والجرحى والتضحيات من أجل الدفاع عن الأرض والعرض ، رغم وصف ثوارها ومجاهديها بالارهابيين مثلما يحدث اليوم مع المقاومين الفلسطينيين الذين تحول دفاعهم عن أرضهم الى عدوان على حد تعبير الإعلام الغربي ، وتحول العدوان المستمر على المدنيين والمستشفيات والمساجد والمدارس الى دفاع عن النفس.

قبل ما يقارب السبع عقود أدرك الجزائريون أن المحتل لايفهم سوى لغة السلاح والمقاومة ، وما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة مهما كانت الفوارق في القوة العسكرية، وهو نفس اليقين الذي أدركه الشعب الفلسطيني اليوم ردا على سياسات التقتيل والتشريد والاعتقال والاستيطان والتدنيس للقدس والمسجد الأقصى ، والتي بلغت درجة لامثيل لها أمام أنظار عالم غربي لم يعترف يوما بحق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم واستعادة حقهم المشروع، لكن عندما تعلق الأمر باسرائيل صار الحق حقا ، والدفاع عن الشرف ارهابا، وتزييف الحقائق اعلاما محترفا ، والتواطؤ العربي سلاما تتشبث به دول عربية عميلة ، لا تختلف عن تلك الدول التي حاصرت ثورة التحرير الجزائرية وخانتها وتحالفت ضدها ، لكن إرادة الله ثم إرادة الشعب الجزائري كانت أقوى وأكبر.

حفيظ دراجي

طوفان الأقصى يسير فعلا على خطى ثورة التحرير الجزائرية وكأن التاريخ يعيد نفسه ، حتى ولو بلغ عدد الضحايا مليون ونصف مليون شهيد ثمنا للحرية التي لم تنالها دول مستقلة لأنها قامت على العبودية والذل والهوان.02 نوفمبر 2023

حفيظ دراجي

حفيظ دراجي : اعلامي جزائري، مذيع ومعلق في قنوات bein sports منذ 2008 كاتب صحفي في عديد المواقع والصحف، وقبلها مذيع ومعلق في التلفزيون الجزائري بين 1988 و 2008 ، تقلد مناصب مدير القسم الرياضين مدير الأخبار ونائب للمدير العام

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل