hafid derradji

هل كان استمرار محرز مع السيتي خيارا صائبا؟

تتويج الدولي الجزائري رياض محرز بلقب البريميرليج للمرة الثالثة على التوالي والخامسة في مشواره، وبلوغه نهائي دوري الأبطال للمرة الثانية في ظرف ثلاثة أعوام وسط مجموعة من نجوم العالم يتنافسون كل أسبوع على مكانة أساسية في مانشستر سيتي، أعاد الى الواجهة ذلك النقاش والتساؤل الذي دام سنوات حول خيار محرز مواصلة اللعب مع مدرب لا يعول عليه بانتظام ، في حين يعتبره البعض الآخر قرارا صائبا سمح للاعب بالحصول على ألقاب لم يكن يحلم بها ، و الاستفادة من منافسة لاعبين كبار على مكانة في التشكيل الأساسي كل أسبوع ، والاستمرار في المستوى العالي الذي يسمح له بالتتويج بالألقاب والبطولات حيث صار أكثر لاعب عربي وافريقي متوج بالبريمرليغ ، وقد يصبح ثاني لاعب جزائري يفوز بدوري الأبطال في العاشر يونيو القادم.

رياض محرز شارك هذا الموسم في 34 من أصل 58 مباراة خاضها السيتي ، كان فيها ثاني أفضل هداف بعد ايرلينج هولاند بتسجيله 15 هدفا ومساهمته في عشرة أهداف أخرى في جميع المسابقات متبوعا بفودان ، كيفن دي بروين و ايكاي غوندوغان ، وهو الأمر الذي اعتبره البعض غير كاف للحفاظ على مكانته الأساسية والاعتماد عليه في كل المباريات خاصة وأن مردوده لم يستقر على حال منذ بداية هذا الموسم وكان عليه في تقدير البعض الآخر أن يرحل الى فريق إنجليزي آخر يضمن معه المشاركة أساسيا بانتظام وإبراز قدراته وإمكانياته التي يجمع عليها كل المحللين والمتابعين للكرة الانجليزية ، لكن محرز فضل خيار التجديد الموسم الماضي إلى غاية سنة 2025 ، ومواجهة المنافسة الشديدة مع زملائه في الفريق .

البعض الآخر يعتبر أرقام رياض هذا الموسم عادية وطبيعية بما في ذلك عدد مشاركاته في ظل مستويات زملائه العالية على غرار بيرناردو سيلفا و غريليش وغوندوغان وكيفن دي بروين ، وتراجع مردوده أحيانا خاصة عندما يلعب أساسيا، اضافة الى تقبله للوضع مقارنة بلاعبين آخرين تظهر عليهم علامات عدم الرضى عندما يستبدلهم غوارديولا أو يبقيهم في كرسي الاحتياط، وهو الأمر الذي جعل غوارديولا يتمادى وهو محصن بالنتائج الطيبة لفريقه والمردود الجيد لمن يضع فيهم ثقته باستمرار ، بالموازاة مع مدح رياض محرز كلما سألته الصحافة البريطانية عن سبب استبداله أو الاعتماد على غيره في المباريات ، مذكرا أن تجديد عقده لثلاث سنوات أخرى فيه تأكيد لحاجة الفريق الى خدمات محرز و مهاراته وفنياته التي سمح للسيتي بصناعة الفارق كل مرة.

أما رياض محرز فكلما سئل عن وضعه ، كان يعبر عن سعادته وقناعته بخيار الاستمرار مع السيتي الذي سمح له بالعمل مع أفضل مدربي العالم، واللعب الى جانب أحسن اللاعبين في أوروبا رغم المنافسة الشديدة ، مؤكدا رغبته في البقاء مع السيتي في أقوى دوري أوربي على الأطلاق، ما سمح له بالتتويج معه بلقب الدوري أربع مرات ، وكأس الرابطة وكأس الاتحاد في انتظار تحقيق حلمه الأكبر والفوز بدوري الأبطال الذي خسره قبل سنتين ، وبعده كأس العالم للأندية ، وتكرار كل الانجازات التي حققها ، وساهم فيها بشكل مباشر كلما شارك أساسيا أو احتياطيا في فريق لم يتمكن فيه سوى ثلاثة أو أربعة لاعبين من ضمان مكانتهم الأساسية بانتظام ، يعتمد فيه غوارديولا على عملية التدوير التي لم يقدر عليها أرسنال هذا الموسم لأن كرسي احتياطه لا يتوفر على عديد البدائل.

مهما كان الحال فإن التاريخ سيسجل أن محرز كان في تشكيلة السيتي بقيادة غوارديولا ، و فاز بكل البطولات والألقاب أساسيا واحتياطيا، دون أن يفكر المدرب في الاستغناء عنه مثلما فعل مع رحيم ستيرلينغ وليروا ساني، وجواو كانسيلو، وربما غوندوغان وبرناردو سيلفا مع نهاية الموسم ، ليبقى رياض محرز أحد ركائز الفريق التي يعول عليها غوارديولا بسبب مهاراته من جهة، وانضباطه من جهة ثانية رغم علامات الغضب التي تظهر عليه كلما مرة يجلس فيها على كرسي الاحتياط، وهو الأمر الذي يتفهمه و يثمنه غوارديولا ، ويعتبره رغبة من اللاعب في مساعدة زملائه فوق أرضية الميدان .
كل التوقعات تشير الى أن محرز لن يكون أساسيا في نهائي دوري الأبطال في العاشر يونيو المقبل، لأن التشكيلة التي يعتمد عليها غوارديولا ومنظومة اللعب التي ينتهجها موفقة لحد الآن في وجود برناردو سيلفا و غريليش على الرواقين، لكن فك شفرة الانتر قد يحتاج الى وجود محرز فوق الميدان الذي شارك في تسع مباريات في مشوار السيتي في دوري الأبطال لهذا الموسم ساهم في تسجيل خمسة أهداف ، فهل سيكون مفتاح التتويج باللقب ويدخل تاريخ المنافسة كثاني جزائري يتوج باللقب بعد رابح ماجر؟؟

حفيظ دراجي

الجزائر الأن 28 مايو 2023

حفيظ دراجي

حفيظ دراجي : اعلامي جزائري، مذيع ومعلق في قنوات bein sports منذ 2008 كاتب صحفي في عديد المواقع والصحف، وقبلها مذيع ومعلق في التلفزيون الجزائري بين 1988 و 2008 ، تقلد مناصب مدير القسم الرياضين مدير الأخبار ونائب للمدير العام

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل