أرسل اليوم الأمين العام للاتحاد الجزائري خطابا للاتحاد الافريقي لكرة القدم يخطره فيه بانسحاب الجزائر من سباق الترشح لاحتضان نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 و 2027 ، وهو القرار الذي كان منتظرا في الأوساط الاعلامية والجماهيرية في الجزائر، بعد التسريبات الصحفية المتطابقة التي تحدثت منذ مدة عن توزيع الكعكة قبل تقديم الملفات ، وقبل زيارات لجان المعاينة والتفتيش ، وكذا قبل تصويت أعضاء المكتب التنفيذي على اسم البلد المنظم، رغم المجهودات التي بذلتها الجزائر في إنجاز الملاعب و المرافق وتطوير البنية التحتية، ونجاحها في احتضان بطولة كأس أفريقيا للمحليين وكأس أمم إفريقيا أقل من 17 سنة، و الألعاب المتوسطية والعربية في ظرف وجيز .
قرار الاتحاد الجزائري يأتي عشية اجتماع المكتب التنفيذي للكاف المقرر في القاهرة غدا لاختيار البلدين المرشحين لاحتضان نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 و 2027، ويأتي مباشرة بعد انتخاب مكتب فيدرالي جديد برئاسة وليد صادي لاستكمال العهدة الانتخابية الحالية، لم يعتبر تنظيم الكان من أولوياته، لذلك لم يتحدث عنها في برنامجه الانتخابي وخرجاته الاعلامية بعد انتخابه، خاصة وأن موعد دورة 2025 يأتي شهر بعد انتخابات الرئاسة في الجزائر المقررة في ديسمبر 2024، وقبل شهرين عن انتخابات رئاسة الاتحاد الجزائري المقررة في مارس 2025 ، وبالتالي يصعب اعطائها الاهتمام اللازم رغم جاهزية الجزائر من الآن لاحتضان أي عرس افريقي ، عربي أو متوسطي.
يأتي القرار أيضا مباشرة بعد استقبال رئيس الاتحاد الجديد من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ، قبل أن يتسلم مهامه رسميا، وفي ذلك تعبير عن دعم السلطات العليا المطلق للمكتب الفدرالي الجديد في مهمته لتنظيف البيت الكروي الجزائري وفتح صفحة جديدة تسمح للكرة الجزائرية باستعادة مكانتها المحلية والقارية ، من خلال إعادة تكييف لوائح الاتحاد مع قوانين الجمهورية ولوائح الفيفا، وبعث نفس جديد في أوساط الرابطات الجهوية والولائية، والكرة المحترفة والهاوية ، والتسيير الشفاف والعصري لهياكل و شؤون الاتحادية والمنتخبات الوطنية والمديرية الفنية وكل اللجان المكلفة بالتكوين والتحكيم والتأطير، اضافة الى اعادة تأهيل مركز سيدي موسى لتحضير المنتخبات الوطنية، وإنهاء أشغال المراكز التقنية الأخرى التي لم ترى النور لحد الآن.
قرار الاتحاد الجزائري بالانسحاب من سباق المنافسة على تنظيم نهائيات كأس أمم افريقيا، لا يشكل انهزاما، بل انتصارا للموقف الجزائري الذي لا يرضى بالابتزاز وسياسة الأمر الواقع ، ولا يمكن اعتباره تراجعا عن التزامات الجزائر مع القارة السمراء، بل يرفع الحرج عن الاتحاد الأفريقي الذي وقع في مأزق كبير بفعل الاختطاف الذي تعرض له منذ سنوات من جهات تستعمل أساليب وممارسات رخيصة لا تسمح بها قيمنا ومبادئنا مهما كانت الظروف لأن الفوز بمقاعد في اللجنة التنفيذية للكاف ، وتنظيم نهائيات كأس إفريقيا ليس نهاية العالم، ولن يمنح صاحبه العذرية والمصداقية، ولا يمكن اعتباره دليل تفوق وتطور، خاصة وأن دورة الكاميرون نظمت في ملاعب تعيسة ومرافق مهترية، و ملاعب ومرافق دورة كوت ديفوار التي تفصلنا عنها ثلاثة أشهر لم تجهز لحد الآن.
الموقف الجزائري لقي استحسانا كبيرا في الأوساط الكروية المطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بالوقوف خلف المكتب الفدرالي الجديد ومرافقته لتجسيد برنامجه، و المطالبة بترك خلافاتها واختلافاتها جانبا ، والوقوف خلف المنتخب الجزائري في نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة وتصفيات كأس العالم المؤهلة الى مونديال 2026، أما الأسرة الاعلامية فهي مطالبة بدورها بالقيام بمهامها في الإعلام والنقد بعيدا عن الاصطفاف وراء تكتلات أساءت للمشهد الكروي والاعلامي، وانعكست على معنويات جماهير عاشقة للكرة والمنتخب وبلدها مهما كان اسم رئيس الاتحاد ومدرب المنتخب واللاعبين الذين يشكلونه.
حفيظ دراجي
الجزائر الأن 26 سبتمبر 2023
حفيظ دراجي
