hafid derradji

رياض محرز يحرج غوارديولا ..

صنع الدولي الجزائري رياض محرز مهاجم المان سيتي الحدث مجددا فوق الميدان وفي وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بعد الهدف الرائع الذي سجله مع منتخب بلاده في العاصمة الزيمبابوية هيراري ضمن مباريات الجولة الرابعة من تصفيات كاس امم افريقيا، بعدما سجل هدفا آخر رائعا في لقاء الذهاب منذ ثلاث أيام بنفس الابداع، في وقت تعرض فيه للتهميش من طرف مدربه بيب غوارديولا في آخر مباراة أمام ليفربول في الدوري الانكليزي، ما خلف ردود فعل كبيرة في الأوساط الاعلامية والجماهيرية، الجزائرية والبريطانية وحتى العالمية، وجدد طرح التساؤلات حول وضعية محرز في السيتي الذي لا يحظى بالثقة التامة من مدربه غوارديولا مقارنة بثقة مدرب المنتخب جمال بلماضي التي كللت ابداعا وتميزا وتألقا سمح لرياض بقيادة منتخب بلاده نحو التأهل الى النهائيات قبل الأوان.


الجماهير الجزائرية فجرت مواقع التواصل الاجتماعي اعتزازا وافتخارا بنجمها رياض، وفجرتها غضبا من تعامل مدربه في السيتي بيب غوارديولا، وراحت تطالب بتسريح نجمها في الميركاتو الشتوي حتى يستمتع عشاقه بمهاراته كل أسبوع مع فريق آخر، في وقت تلقى رياض مديحا استثنائيا من زملائه في السيتي وجماهير فريقه عقب نشر فيديو الهدف الفريد من نوعه الذي سجله في شباك زيمبابوي، معبرين عن أملهم في استغلال قدراته كما يجب من غوارديولا الذي كان وراء استقدام محرز للسيتي، لكن لما وجده ملتزما ومحترفا لا يشتكي ولا يحتج ويحترم خيارات المدرب على عكس بقية اللاعبين، صار يضحي به في كل مرة مهما كان مستواه العالي ومهما تراجعت النتائج و مستويات أغويرو، وبيرناردو سيلفا وفل فودن مثلا.


أما بقية الجماهير الكروية العاشقة للمتعة والفرجة فقد تأكدت من خلال إبداعات محرز مع المنتخب الجزائري بأن المشكل يكمن في غوارديولا الذي يضيع عليها فرصة الاستمتاع بمهارات محرز، في وقت يعرف بلماضي كيف يضع نجمه في أفضل الظروف التي تسمح له بالتميز وصناعة الفارق عندما يكون في أفضل أحواله البدنية والنفسية، وهو الأمر الذي سمح له بقيادة منتخب بلاده الى 22 مباراة من دون خسارة، وسمح له بالوصول الى الهدف رقم 18، والمساهمة في صناعة 15 هدفا مع المنتخب لحد الأن، في حين لم يسجل سوى هدف واحد في 10 مباريات لعبها مع السيتي هذا الموسم، ولوحظ عليه تراجع واضح في أدائه امتدادا لتراجع كل عناصر الفريق منذ الموسم الماضي.


المتابعون يعتقدون أن غوارديولا خضع لضغوطات بعض كوادر الفريق التي سربت معلومات للصحافة تفيد بتذمرهم من طريقة لعب محرز التي تطغى عليها الأنانية والنزعة الفردية على حد تعبيرهم، وهي الميزة التي يتحلى بها رحيم ستيرلينغ مثلا في كل مبارياته مع السيتي، لكنه لم يتزحزح عن التشكيلة الأساسية ولم ينتقده أحد، ما يوحي بأن محرز صار معزولا فوق أرضية الميدان، لا تصله الكرات، ولا يجد السند الذي يحظى به لاعبون آخرون في التشكيلة، لكن الرجل بقي لحد الآن ملتزما ومحترما لقرارات المدرب التي يعتبرها عشاق السيتي والمنتخب والكثير من المحللين جائرة في حق رياض محرز، المطالب بفرض شخصيته بما يتناسب مع قدراته ومهاراته وابداعاته التي يؤكدها غوارديولا ذاته في كل مناسبة، لكن تفندها تصرفاته وتعامله معه الذي يتسم بازدواجية المعايير بشكل فادح ومفضوح.


وفي ظل هذا الوضع، تشير كل التوقعات الى أن رياض محرز سيغادر السيتي في الميركاتو الصيفي على أقصى تقدير، لأن عقده سينتهي صيف 2022، وربما سيكون له ذلك خلال الميركاتو الشتوي المقبل، وعندها ستحدث النقلة التي تسمح له باستعادة ثقته في نفسه، ومن ثم الاستماع بممارسة الكرة التي يعشقها وإمتاع عشاقه الذين يثقون في قدراته التي جعلت منه هدافا وممررا ومرواغا بارعا لا يمكنه الاستمرار في منظومة لعب يتميز لاعبوها بالأنانية ولا تسمح له اللعب بنفس الأريحية التي يجدها في المنتخب رغم صعوبة ظروف اللعب في إفريقيا بمناخها وملاعبها وخشونة لاعبيها التي لم تثنيه عن التميز وصناعة الحدث في وكل وسائل الاعلام العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي بأدائه الملفت في المواجهتين المزدوجة أمام زيمبابوي، رغم مشقة السفر والحرارة ومعنوياته التي تأثرت بحرمانه من المشاركة في مواجهة ليفربول، أو حتى التواجد في كرسي الاحتياط، وهو الأمر الذي يحدث له لأول مرة منذ انضمامه للسيتي، وأثار الكثير من علامات الاستفهام.


محرز رد فوق الميدان على غوارديولا الذي سيجد نفسه في حرج كبير اذا لم يستعن به في المواجهة المقبلة أمام توتنهام ويعيده إلى وضعه الطبيعي، وعندها ستصل الرسالة التي لا غموض فيها بأن المدرب لم يعد يعول على لاعبه، وعليه الرحيل الى وجهة أخرى في أقرب وقت ممكن انقاذا للمتعة الكروية والبراعة الفنية التي يساهم في دفنها المدرب بخياراته الغامضة.

حفيظ دراجي

القدس العربي 19 نوفمبر 2020

حفيظ دراجي

حفيظ دراجي : اعلامي جزائري، مذيع ومعلق في قنوات bein sports منذ 2008 كاتب صحفي في عديد المواقع والصحف، وقبلها مذيع ومعلق في التلفزيون الجزائري بين 1988 و 2008 ، تقلد مناصب مدير القسم الرياضين مدير الأخبار ونائب للمدير العام

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل