hafid derradji

الجزائر محاصرة.. بين القلب والعقل والواقع !!

بعد شهرين تقريبا منذ انطلاقة الثورة الشعبية الوطنية السلمية الفطرية، بعدما تكسر جدار الصمت، وتحطم صنم الخوف ، حان الوقت لتجاوز مرحلة ” لا للباءات” إلى مرحلة التوافق ولما لا التنازل من أجل اعادة بناء الدولة لأن الثورة التي تصنع التغيير لا تبني الديموقراطية بطريقة آلية لذلك وجب علينا وضع المشاعر والعواطف جانبا وتحكيم العقل والمنطق استنادا لواقع يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار ونتعامل معه بالحكمة..

_ لقد وجدنا أنفسنا اليوم أمام شعب جبار يخوض حراكا سلميا يريد تحقيق مطالبه كلها حتى ولو كانت تعجيزية خاصة عندما يدعو لرحيل الكل..

_ وجدنا أنفسنا أمام نشطاء منقسمين بين من يدعون إلى الحل السياسي ومن يدعون إلى الحل الدستوري، وآخرين ينادون بحل سياسي وفق أحكام دستورية..

_ وجدنا أنفسنا أمام مؤسسات دستورية يجب التعامل معها (جيش-مجلس دستوري -حكومة-رئيس دولة) يريدون تنظيم انتخابات رئاسية في أسرع وقت لحسابات نعرفها كلنا..

_وجدنا أنفسنا أمام مؤسسة عسكرية ورطها بوتفليقة بعدما هدمها وقسمها الى قيادة أركان وجهاز مخابرات ثم أدخلهما في صراعات أثرت على تجانسهما و مواقفهما من الحراك ..

_وجدنا أنفسنا أمام قيادة أركان تساند بقاء بن صالح وبدوي وتريد الذهاب إلى رئاسيات في الرابع جويلية ضد الارادة الشعبية وبمرشحها الجاهز منذ الأن ..

_ وجدنا أنفسنا أمام فلول و بقايا نظام متواجدة في كل مفاصل الدولة تقاوم حفاظا على مكاسبها ومستقبلها، وتناور لإفشال محاولات التخلص منها ومحاسبتها..

_ وجدنا أنفسنا أمام بقايا الدولة العميقة التي تريد الاستثمار في الوضع للعودة إلى الواجهة وادارة الأمور في الاتجاه الذي يخدمها بواسطة أزلامها ..

_ وجدنا أنفسنا بين صحف وقنوات تلفزيونية فقدت البوصلة وسط تجاذبات اعلامية بين صادقين في النوايا و آخرين يريدون ركوب الموجة للتموقع تحسبا للعهد الجديد..

بين الشعب والجيش والنشطاء والإعلام والفلول وبقايا العصابة وبقايا الدولة العميقة تبدو المعادلة صعبة، تقتضي من وجهة نظري حلا سياسيا توافقيا لن يتحقق من دون حوار صريح و تنازلات من كل الأطراف، على الأقل مؤقتا إلى غاية العودة إلى الشرعية الشعبية واختيار رئيس جمهورية عبر الصندوق لكن ليس في الرابع جويلية ..

المعادلة تتطلب الحكمة وليس التهور والمغامرة لأن الأمر يتعلق بوطن، لكن الحراك يجب أن يستمر كوسيلة ضغط وتعبير لحماية الثورة من الاختطاف مثلما اختطفت الدولة ومؤسساتها على مدى عقدين من الزمن..

حفيظ دراجي

18 أبريل 2019

حفيظ دراجي

حفيظ دراجي : اعلامي جزائري، مذيع ومعلق في قنوات bein sports منذ 2008 كاتب صحفي في عديد المواقع والصحف، وقبلها مذيع ومعلق في التلفزيون الجزائري بين 1988 و 2008 ، تقلد مناصب مدير القسم الرياضين مدير الأخبار ونائب للمدير العام

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل