نداء الى الحراك والسلطة في آن الوقت :

_ ندعو الشعب إلى تعليق كل المسيرات والتجمعات مؤقتا وتحويل الحراك إلى قوة فاعلة تساهم في توعية الناس بخطورة فيروس كورونا ومساعدتهم معنويا وماديا على تجاوز المحنة في ضل هشاشة المنظومة الصحية التعيسة لبلادنا..

_ ندعو السلطة بالمقابل إلى وقف الاعتقالات والمتابعات في حق النشطاء ، ندعوها إلى تحمل مسؤوليتها باتخاذ إجراءات وقائية صارمة من خلال غلق المنافذ البرية والبحرية والجوية مؤقتا، وتوفير ميزانية خاصة للوقاية والعلاج في إطار مخطط وطني خاص..

_ نعلم بأن المخطط الأساسي للسلطة هو إيقاف الحراك بكل الطرق، عوض العمل على إيقاف انتشار الفيروس، لكن الشعب سيستجيب لنداء الضمير والحس الوطني والوعي الجماعي ، وما يقتضيه الوضع الراهن من حيطة وحذر من خلال التعليق المؤقت للتجمعات والمسيرات لتجنب انتشار العدوى دون توقيف الحراك ..

_ لا خوف على الحراك الشعبي لأنه سيكون حاضرا في التوعية والوقاية والعلاج من فيروس كورونا، سيكون حاضرا في قلوب وعقول ونفوس الجزائريين بعدما صار جزءا من مقوماته، يرافق ويراقب ويقاوم سلميا إلى أن تتحقق الجزائر الجديدة المنشودة..
الحراك كان بحاجة إلى اختبار من هذا النوع، يجدد من خلاله النفس، ويفكر في سبل و وسائل جديدة للنضال والمقاومة بعد انتهاء هذه المحنة ..

الشعب مطالب هذه الأيام بالتزام بيته حتى يتغلب على الفيروس، وقد يكيف نفس الالتزام كوسيلة احتجاج ويستمر فيه حتى يتغلب على بقايا العصابة بالبقاء في بيته دون الحاجة إلى المسيرات والتجمعات، لأن مقاومة فيروس كورونا لا تختلف عن مقاومة فيروسات التسلط والظلم والجوع والتخلف والفساد ..
تحيا الجزائر 

حفيظ دراجي

15 مارس 2020