hafid derradji

لن نفوز بكاس افريقيا بالكلام !!

الأداء المتواضع للمنتخب الجزائري في الشوط الأول أمام مالي والخسارة الأولى للمدرب كريستيان غوركوف جاءا في وقتهما وكشفا النقاب عن بعض النقائص التي لا تزال تلازمنا، وأظهرا للاعبين مدى صعوبة مهمة الفوز بكأس أمم افريقيا التي ستجري في ظروف مغايرة لتلك التي لعبوا فيها المباريات في البليدة ومباريات المونديال، لذلك فإن كل التكهنات التي يطلقها بعض الإعلاميين والفنيين بأننا سنفوز بكاس أمم افريقيا هي مجرد توقعات وتخمينات مبالغ فيها قد تزيد من الضغط على اللاعبين أكثر مما تخدمهم.

كلام كثير قيل منذ التألق في المونديال الأخير عن سهولة مهمة الخضر في التتويج بكأس أمم افريقيا المقبلة لدرجة الاستهانة بمنتخبات الكامرون وغانا والسنغال وكوت ديفوار وتونس، ولدرجة قد يستهين فيها اللاعبون بالمنافسين ويدخلون المنافسة بثقة مفرطة رغم أن الكثير منهم اكتشف أمام مالي بأن عوامل المناخ ونوعية أرضية الميدان والتحكيم والتجربة والقوة البدنية والاندفاع ستكون حاسمة في أدغال افريقيا أكثر من المهارة الفردية التي يتميزون بها، وأكثر من إرادتهم في تأكيد المستوى الذي وصلوا اليه أثناء المونديال الأخير.

أكثر من كل هذا وذاك فإن كل المنتخبات ستلعب من أجل الإطاحة بالمنتخب الجزائري، وكل المتتبعين ستكون أنظارهم موجهة نحو منتخبنا الذي يبقى بحاجة إلى التواضع والمزيد من العمل حتى لا نفوت فرصة صناعة منتخب لا يضيع فرصة التتويج باللقب القاري في غينيا وفي الجزائر سنة 2017 عندما يكون الضغط أكبر مما هو عليه اليوم، لذلك أصبح لابد علينا توخي الحذر من الافراط في التفاؤل ومن التفريط في الديناميكية التي يتميز بها هذا الجيل من الشبان الذين سيشكلون دعامة منتخب 2018.

بعض وسائل الاعلام وما يسمون عندنا بالخبراء والمحللين واللاعبين القدامى الذين يغزون الفضائيات وصفحات الجرائد عليهم بدورهم أن لا يزيدوا الضغوطات على التشكيلة الوطنية من خلال تصريحاتهم وتوقعاتهم المبالغ فيها عندما يكررون أسطوانة ” أحسن منتخب في افريقيا” وبأنه سيفوز بكأس أمم افريقيا، وكأنهم هم الذين يلعبون أو يشرفون على المنتخب بعدما كانوا أنفسهم يتوقعون فشله في المونديال الأخير وينتقدون أداء نفس اللاعبين الموجودين اليوم ويدعون الى الاعتماد على اللاعبين المحليين دون المحترفين.

صحيح أن منتخبنا يعتبر اليوم واحد من المنتخبات المرشحة للعب الأدوار الأولى في نهائيات الكان رغم نقلها من المغرب إلى غينيا الاستوائية ولكنه لن يفوز بكأس أمم افريقيا بالكلام على صفحات الجرائد والقنوات التلفزيونية ولن يفوز بها عن طريق التصريحات الشعبوية والتحاليل المتفائلة أكثر من اللازم لأن للقارة السمراء خصوصيات، ولكرة القدم أسرار ومعطيات لا تعترف بالمنطق ولا بالأفضل وليست علوما دقيقة ولا يفوز بها الأفضل والأقوى دوما ..

حفيظ دراجي

نشر في يومية الشروق بتاريخ 23 نوفمبر 2014

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل