حركة المقاومة الإسلامية “حماس” هي سبب سبب كل المجازر وجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي في نظر الصهاينة الأمريكان والأوروبيين، والمتصهينين من العرب المطبعين الذين يحملون المقاومة مسؤولية العدوان، أو يلتزمون الصمت بحجة حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ، لكن ينددون باطلاق ايران طائرات مسيرة وصواريخ على اسرائيل دفاعا عن النفس وردا على الاعتداءات الاسرائيلية على قنصليتها في دمشق ، كما أن تاريخ اسرائيل الاجرامي في حق الشعب الفلسطيني يعود الى ما قبل تأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في ثمانينيات القرن الماضي، ويستمر حتى ولو تم تفكيكها لأن الصهيونية فكرة والفكرة لا تموت حتى بموت كل الفلسطينيين..
لنقل أيضا أن الاحتلال الاسرائيلي كان بحاجة الى حماس التي لم تكن موجودة أصلا في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي عندما ارتكبت مجازر دير ياسين، حيفا، قلقيلية، خان يونس ، كفر قاسم وبيت لحم، وفي غيرها من القرى والمدن الفلسطينية عبر التاريخ، ولم يكن العدوان آنذاك يسمى دفاع عن النفس من صهاينة مغتصبين، لا يؤمنون بوجود الله، لكنهم يؤمنون أن الله وعدهم بفلسطين أرضا لهم، ويعتبرون الشعب الفلسطيني المقاوم ارهابي يستحق الإبادة من طرف ارهاب صهيوني يحتل أرض أبناء المقاومة التي لم تتوقف يوما .
ليس يخفى على قوم يعقلون أن الاحتلال بكل ما ارتكبه من جرائم في حق الانسانية أولا، وانتهاكه لكل القوانين والمعاهدات الدولية ثانيا، لم تكن جرائمه يوما عبر التاريخ بمثابة ردة فعل، بل كانت استمرارا لهمجيته، و إمعانا متعمدا لاستكمال ما يخطط له أمام مرأى العالم من زمان ، بما فيه مرأى محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن، وكانت الابادة والتهجير والاحتلال شعار كل حكام ما يسمى الكيان الصهيوني الى اليوم، وستبقى كذلك بدعم أمريكي وأوروبي، وتواطؤ عربي تحت غطاء تطبيع العلاقات لحماية الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه بطرق سلمية.
وأيضا ليس بخفي على قوم يعقلون، أن اليهود عاشوا عبر التاريخ معززين مكرمين في البلاد العربية، لكن الكيان الصهيوني غرس فيهم العداوة وكل أشكال اللاتعايش، في وقت لا يزال بعض العرب يعتقدون بضرورة الاعتراف بالكيان الصهيوني والتطبيع معه حتى يعيش العرب معززين مكرمين ، وفي أمن وسلام، لكنهم لا عاشوا معززين ولا مكرمين ، ولا في أمن وسلام، بل منهم من مات خائنا، ومن بقي حيا يعيش ذليلا.
غزة اليوم وحدت الصهاينة رغم اختلافاتهم في اسرائيل وأوروبا وأمريكا، وغزة نفسها فرقت العرب والمسلمين لأسباب سياسية وعقائدية ومذهبية وتاريخية، وكل أسباب التفرقة، علما أن حروب الكيان لم تكن أبدا ضد حماس ، ولا ضد أهلنا في غزة فحسب، بل ضد كل فلسطيني وعربي ومسلم أينما كانوا، وغزة ذاتها وحدت أحرار العالم في مشارق الغرب ومغاربها، وجعلتها تنادي بالحرية للفلسطينيين وإقامة دولتهم، و تندد بممارسات الاحتلال “المختل” الذي ساءت سمعته أكثر منذ الاسبع أكتوبر بفعل ممارساته الاجرامية.
بعد كل هذا الذي نعيشه، هل كانت الصهيونية في حاجة الى حماس والى طوفان الأقصى في السابع أكتوبر لتبيد أهل غزة وتدمرها؟ وهل حماس التي تدافع عن أرض أبنائها وتاريخهم وعرضهم هي الحركة الارهابية؟ والكيان الصهيوني ليس له مخططات توسعية احتلالية للأراضي الفلسطينية فحسب، بل نحو البلاد العربية، بما في ذلك تلك المطبعة التي تندد بحماس وتحاصر الشعب الفلسطيني، وتتواطؤ مع الاحتلال، بل تؤيده وتقدم له المساعدات في السر والعلن
أتساءل كيف يفكر عاقل مجرد التفكير أن المقاومة هي سبب البلاء ، ولا أعرف هل أبكي حزنا على تفكير مثل هذا ، أم أضحك من هول صدمتي من عقول لا تجد حرجا في إعلان ذلك، لكنني لن نتردد في التأكيد على أن المقاومة الفلسطينية بكل أطيافها هي شرف أمة عربية، أحيت ما أرادت اسرائيل ومن معها محوه من التاريخ ومن عقولنا وقلوبنا، أما التطبيع فهو خزي وعار، وهو سبب تمادي الكيان في جرائمه.
حفيظ دراجي
الجزائر الأن 18 أبريل 2024