أفادت بيانات موقع «ترانسفير ماركت» الألماني المختص بانتقالات اللاعبين وأسعارهم وإحصائياتهم، بأن إنفاق صندوق الاستثمار السعودي على صفقات شراء اللاعبين في موسم 2023-2024 بلغ نحو 973 مليون يورو، ليحتل المركز الرابع على لائحة الدوريات الأكثر إنفاقًا بعد الدوري الإنجليزي بحجم إنفاق بلغ 2.9 مليار يورو، تلاه الدوري الفرنسي، الذي أنفق ما قيمته 1.1 مليار يورو على صفقات اللاعبين خلال الموسم الجاري، ثم الإيطالي بـ996 مليون، مشيرة إلى صعوبة الاستمرار على نفس النسق خلال الميركاتو الصيفي المقبل، خاصة وأن الاستقطاب الجماهيري والإعلامي من خلال مدرجات الملاعب، والبث التلفزيوني لم يرق لحد الآن إلى مستوى الإنفاق الكبير.
توقعات الموقع تشير إلى تراجع قيمة الإنفاق وحجم الاستقدامات خلال الميركاتو الصيف المقبل، مقابل نشاط مرتقب لسوق الانتقالات المحلية بين الأندية السعودية، سواء تعلق باللاعبين المحليين أو الأجانب، في محاولة لبلوغ التوازن المالي، والفني من خلال إعادة توزيع اللاعبين محليًا بحثًا عن مزيد من التكافؤ في الفرص بين الأندية، لزيادة حجم التنافس والرفع من المستوى الفني، والحضور الجماهيري الذي لم يتجاوز معدل 10 آلاف متفرج كمتوسط، بسبب صغر سعة الكثير من الملاعب، بينما لا تزال مداخيل عقود البث التلفزيوني قليلة، والانتشار المأمول بعيدًا عن التوقعات رغم تواجد كبار نجوم العالم الذين يحظون بشعبية عالمية على غرار رونالدو، نيمار، كريم بنزيما، رياض محرز، وروبرتو فيرمينو.
إمكانية التحاق محمد صلاح بدوري روشن الموسم المقبل قد تساهم في جلب مزيد من المشجعين وتأمين صفقات بث في مختلف القارات، لكن يبدو أن الأمر يتطلب مزيدًا من الوقت حتى تتجسد مشاريع الملاعب والمرافق الجديدة المبرمجة بمناسبة احتضان المملكة لكأس آسيا 2027، وكأس العالم 2034، والتي تقتضي تشييد 14 ملعبًا جديدًا بسعة تتجاوز 40 ألف مقعد، حتى يستطيع الدوري السعودي تحصيل إيرادات تغطي جزءًا ولو بسيطًا من حجم الإنفاق، مع الإشارة إلى أن إيرادات الدوري الإنجليزي الممتاز من عقود حقوق البث التلفزيوني تفوق 4 مليارات دولار، تغطي بها الأندية صفقات استقدامات اللاعبين، وتحقق أرباحًا تسمح لها بخوض مزيد من الاستثمارات.
لأجل تحقيق التوازن المنشود تتطلع المملكة العربية السعودية لجلب مزيد من المستثمرين المحليين والعالميين لتعزيز قوة دوري روشن للمحترفين، خاصة بواسطة شركة «أرامكو» النفطية الحكومية التي تنوي مرافقة صندوق الاستثمارات والأندية السعودية من خلال شراء حصص الأندية لتعزيز إيراداتها وزيادة قيمتها السوقية في إطار تنويع الاقتصاد السعودي وتطويره في المجالات الرياضية والسياحية والترفيهية ضمن خطة طويلة المدى تصل آفاقها إلى سنة 2040، يتحول فيها الإنفاق لأجل استقطاب اللاعبين إلى مصدر دخل إضافي يدر المليارات، لكن الأمر يتطلب وقتًا وجهدًا وصبرًا، ومزيدًا من الجرأة والمغامرة في التخطيط والتجسيد
حفيظ دراجي
جريدة الراية 19 مارس 2024
حفيظ دراجي
