الدولة مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى، بفتح الفضاءات الإعلامية أمام النخب السياسية والثقافية والإعلامية ، وحتى المتمكنة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية ، لمناقشة و إثراء شؤون الحياة في الجزائر ، وتوعية وتثقيف وتجنيد المواطن ، حتى نقطع الطريق أمام المتطرفين و المغامرين والمحرضين الذين استحوذوا على المشهد، و أصبحوا يصنعون الرأي في ظل الفراغ الذي يسود.
مجتمعنا اليوم يعاني جمودا ، وفراغا سياسيا وفكريا وثقافيا بالرغم من كل ما يزخر به البلد من طاقات قادرة على طرح الأفكار ومناقشة المشاريع عبر وسائل الإعلام في كل المجالات.
صحيح أن وباء كورونا ساهم بقدر كبير في الجمود الذي طال العديد من الميادين ، توقفت أمور ومصالح… والعالم برمته عان من تداعيات الجائحة لكن ذلك لا يمنع (مثلا) من تحيين التشريعيات والقوانين لتأطير وترقية حرية التعبير ، لأنه لا يمكن للسلطة مهما كانت نواياها حسنة، أن تؤسس بمفردها لمشروع الدولة الحديثة التي نسعى لبلوغها، ولا يمكن للمجتمع المدني لوحده أن ينوب عن الدولة، وبالمقابل لا يمكن أن نستسلم لليأس و نغلق الباب على المبادرات و النيات الصادقة التي تمتهن الإعلام وتمارس السياسة بكل مسؤولية .
حفيظ دراجي
26 فبراير 2022