مايزال في أوساط الحراك الكثير من الجزائريين الصادقين الذين يريدون التغير وليس التدمير، لذلك على السلطة أن تصغى إليهم ، وتحتويهم وتستجيب لمطالبهم الشرعية حتى يبقى الحراك سياسيا، يمنح حلولا و مقترحات ومبادرات ، ولا يتحول إلى مشكلة يهدد الاستقرار و الوحدة الوطنية بفعل المتطرفين الذين يمارسون الإقصاء والتخوين ويصفون حساباتهم التاريخية مع مؤسسة الجمهورية .
شعبنا لا يريد أن يكون لثورة فبراير 2019 نفس مصير ثورة أكتوبر 1988 ، خاضها شعب صادق، واستغلتها شخصيات وتيارات سياسية قادتها إلى التطرف والعنف، والعنف المضاد بعدما تهكمت على مؤسسات الدولة و مارست كل أشكال التشكيك و التخوين والإقصاء لكل من يختلف معها أو يدعو إلى تأطير الحراك و تنظيمه عن طريق ممثلين لكل أطيافه و مكوناته.
لا يمكننا مواصلة المسيرات دون التوقف في محطات ومراجعة الذات، ودون إعطاء الفرصة للعقل والفكر ليحل محل الجهل و التهور، ولا يمكن للسلطة أن تستمر في عنادها، تصر على تنفيذ أجندتها دون أدنى اعتبار للإرادة الشعبية في التغيير..
حفيظ دراجي
17 أبريل 2021