يبدو أننا بحاجة إلى إعادة تعريف معنى “الوطنية” التي احتكرها البعض لنفسه وصار يوزع صكوكها على من يريد، ويلصق تهمة الخيانة بمن يريد في الجزائر ، استنادا لمعايير جديدة قلبت كل المفاهيم والقيم الإنسانية المتعارف عليها.
_ إذا كانت الوطنية انبطاحا وخنوعا وجبنا.. فأنا لست وطنيًا..
_ إذا كانت الوطنية سكوتا عن الظلم والفساد.. فأنا لست وطنيًا..
_ إذا كانت الوطنية جبنا وتواطؤًا ضد الجزائر.. فأنا لست وطنيًا..
_ إذا كانت الوطنية حقرة وتغول على الشعب .. فأنا لست وطنيًا..
_ اذا كانت الوطنية مجردَ شعاراتٍ جوفاء تقدس الأشخاص.. فأنا لست وطنيًا.
_ إذا كانت المطالبة بالحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية خيانة.. فأنا خائن..
_ إذا كانت المطالبة برحيل بقايا العصابة ومحاسبتهم خيانة.. فأنا خائن..
_ إذا كان الدفاع عن سجناء الرأي ومعتقلي الحراك خيانة.. فأنا خائن..
_ إذا كانت الدعوة إلى جزائرَ جديدةٍ بوجوه جديدة وممارساتٍ جديدة هي خيانة.. فأنا خائن..
_ إذا كانت المطالبة بإعادة السيادة إلى الشعب هي خيانة.. فأنا خائن..
إذا كانت الجزائر التي يريدها البعض هي جزائر ما قبل 22 فبراير، فأنا أرفضها وأقاومها “سلميا” مهما بلغ حجم الإغراء والترغيب والترهيب والتخوين والتخويف. قلناها ونكررها إن الجزائر فوق كل اعتبارات شخصية وسنحافظ على عهدنا مع وطننا في كل الأحوال..
حفيظ دراجي
6 مايو 2020