hafid derradji

الدولة لا تبنى بالمنجل، بل بالفكر والعدل معا!!

نتفهم نشوة الجزائريين وفرحتهم بسجن ومحاسبة (بعض) الفاسدين بسبب حجم الضرر الذي ألحقوه بالوطن والشعب، لكن عندما يحاكمون نهائيا (ولو بالإعدام)، وينتهي الفيلم، سيستفيق أنصار المنجل من نشوتهم، ليعودوا إلى واقعم المر، ويدركوا حجم الاحتيال الذي تعرضوا له، لأن الدولة تبنى بالقصاص وبالعدل وقوة القانون وليس بقانون القوي، الدولة تبنى بالأفكار ومشروع مجتمع نتوافق عليه، تبنى بالفكر والعلم والتكنولوجيا الحديثة وليس بالخطابات الشعبوية العدائية والإقصائية التي تجاوزها الزمن.

كمية الحقد (المتبادل) المتفشي بين السلطة ومن يعارضها، وبين الجزائريين في شبكات التواصل تنذر بمزيد من الاحتقان ولا تساعد على الاستقرار المنشود، لأنه لا يمكن الذهاب إلى الانتخابات القادمة بالقوة والقمع والتضييق واعتقال النشطاء وأصحاب الرأي وغلق القنوات التلفزيونية ووسائل الاعلام وفضاءات التعبير، ولا يمكن معارضتها بالقوة والعنف أيضا في ظروف مشحونة..

الدولة الحقيقية لا تبنى بما اصطلح على تسميته بالمنجل الذي يرمز للعنف وقطع الرؤوس، لا تبنى بالعنف والحقد والكراهية والانتقام وتصفية الحسابات، لا تبنى أيضا بتغول عصابة على عصابة أو جماعة على جماعة أخرى، لا تبنى على الاقصاء والتخوين، لأن الحقد سيولد الحقد والكراهية تولد الكراهية، وسنغرق في دوامة تصفية الحسابات لسنوات..

الهوة بين الشعب والسلطة تفاقمت، والثقة بين الشعب والصحافة تزعزعت، وبين أطياف الشعب ترسخت (بفعل فاعل)، لدرجة صار معارض إجراء الانتخابات في هذه الظروف مصنفا بأنه خائن و ضد الجيش، ومن يؤيد تنظيمها (بنية صادقة) صار يصنف (لحاسا) ضد الحراك!!

الوضع الراهن يستدعي استمرار الحراك السلمي بقوة، وفي نفس الوقت تغليب منطق العقل و تدخل عقلاء هذا الوطن لتجنب الانزلاقات التي تلوح في الأفق بسبب تهور هؤلاء وأولئك لأنه لاوجود لمنطقة وسطى بين الحق والعدل ، ولا وجود لمنطقة وسطى بين الجزائر والجزائر ..

حفيظ دراجي

22 سبتمبر 2019

حفيظ دراجي

حفيظ دراجي : اعلامي جزائري، مذيع ومعلق في قنوات bein sports منذ 2008 كاتب صحفي في عديد المواقع والصحف، وقبلها مذيع ومعلق في التلفزيون الجزائري بين 1988 و 2008 ، تقلد مناصب مدير القسم الرياضين مدير الأخبار ونائب للمدير العام

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل