حفيظ دراجي
حفيظ دراجي في حوار لـ«الأخبار»: بكل أمانة.. «أحرجتى» من ينظم بعدك يا مصر
بوابة أخبار اليومالخميس، 18 يوليه 2019 – 11:26 م
حوار: محمد حامد – محمد العقاد
«حطها بالجول يا رياض».. «الدفاع منظم كما ينبغى».. «عفواً سيدى الحكم».. كلها عبارات أصبحت مترسخة فى ذهن وعقل كل مشاهد مصرى وعربى متابع لمباريات كرة القدم فى السنوات الأخيرة، وقائلها المعلق الرياضى الشهير حفيظ دراجي، الذي جذب الشباب العربي بطريقته وتعليقاته المختلفة واختيارات متنوعة للتعبير عما بداخله خلال الـ90 دقيقة بعفوية تامة.
يعد حفيظ من نجوم المهنة، بعد أن دخل فى 31 عاماً بالعمل فى المجال الإعلامى، وهو من القلائل الذين جمعوا بين المهن الثلاث «صحافة وإعلام كمذيع ومعلق مباريات»، مما جعله فى إطار آخر عندما يقيمه جمهوره.. وصول الجزائر لنهائى كأس الأمم الأفريقية، مع تعليقه المميز لمباريات محاربى الصحراء جعله هدفاً لكل من يريد رصد المشاعر فى الجزائر خاصة وأن منتخب بلادهم قريب من معانقة لقب غائب منذ 29 عاماً، حضر المعلق المشهور إلى القاهرة من أجل إذاعة مباريات منتخب بلاده، وحرصت «الأخبار» للتقرب منه والتعرف على تاريخه ورؤيته لمنتخب بلاده فى مباراة اليوم وتنظيم مصر للبطولة القارية، ودار الحوار..
◄ كيف ترى النهائى بين الجزائر والسنغال؟
– مواجهة متكافئة بين المنتخبين وحظوظهما متساوية، بالرغم من تفوق الجزائر من الناحية النفسية بعد أن لبس لاعبونا ثوب الأبطال فيما لُعب من البطولة حتى الآن، وفى المقابل السنغال خاضت وقتا إضافياً فى لقاء تونس، وتعانى من الجهد البدنى .
◄ سر خلطة بلماضى مع الجزائر؟
– بالتأكيد بلماضى فى الأساس وجد الأرضية التى يبنى عليها، حيث يوجد لدينا لاعبون يمتلكون قدرات فنية عالية ولا تحتاج لشهادة، واستغربت كثيرا من حملة بعض وسائل الإعلام الجزائرية التى كانت تشن عليهم وعلى رياض محرز بالتحديد بعد أن وصفوه باللاعب «العادى»، بلماضى جاء ليعيد ثقتهم فى أنفسهم ووجدهم على استعداد لذلك، كما أنه منذ أن كان لاعباً لا يحب الخسارة .
◄ ما الفارق بين جيل 90 والجيل الحالى؟
– لا أحب المقارنات، ولكن كل جيل له ظروفه فمثلا فى 90 لم يكن هناك سوى 5 مباريات لمن يصل للنهائى بالإضافة إلى أنها كانت على أرضنا فى الجزائر، أما البطولة الحالية فيخوض بها المنتخب 7 مباريات بعد وصوله للنهائى، بالإضافة لوجود منافسين شرسين بداية من غينيا فى دور الـ16 وصولا لمواجهة اليوم أمام السنغال.. جيل 90 كان يمتلك الروح إلا أن المواهب الفنية منحصرة فى لاعبين أو ثلاثة.
◄تقييمك لما شاهدته فى تنظيم البطولة حتى الآن؟
– أعتقد أنه سؤال لا يطرح، مصر كما سبقت أن قلت لا شك فى قدراتها التنظيمية، كما أنها وضعت الدول التى ستنظم البطولة بعد ذلك فى حرج لأنها رفعت سقف الطموح، وما حدث كان مبهراً للجميع، وأنا لا أقول ذلك مجاملة بل حقيقة على أرض الواقع، وأطرح سؤالا مستقبلياً.. هل تستطيع بقية الدول الأفريقية وضع 24 فندقا تحت الطلب هكذا و6 ملاعب على أعلى مستوى كما شاهدنا فى مصر؟، بالطبع هناك بعض الدول قادرة ولكن فى الغالب سنكون أمام أزمة كبيرة مع البقية.
◄رأيك فى تطبيق البطولة من 24 فريقاً؟
– ضد هذه الفكرة، البطولة متوسطة فنياً لم يكن فيها سوى 4 أو ٥ مباريات ممتعة والبقية بعيدة عن المستوى المأمول.. فكر الكاف من أجل إعطاء الحقوق لمنتخبات صغيرة فى المشاركة، لكنى أرى أن الصعود لكأس الأمم والمونديال واليورو يجب أن يكون لمن يستحق، ويجب النظر للنسخ المقبلة، أشك فى قدرة دول كثيرة على تحمل استضافة 24 فريقا من حيث الفنادق والملاعب وبالفعل أصبح الأمر أزمة مستقبلية.
◄وسبب إخفاق منتخب مصر؟
– أرى أن المسئولية جماعية، المدير الفنى عليه مسئولية فنية كبيرة، ولكنه من الممكن أن يتحجج بمستوى اللاعبين، وفى النهاية بالطبع كله مسئول.
◄كيف يعود الفراعنة إلى الجماعية فى الأداء؟
– هذا الأمر متوقف على مدى التفاعل بين المدرب واللاعبين، أنا واثق بأن المكسيكى خافيير أجيرى لم يفهم شيئا فى العقلية والخصوصية المصرية،واللاعبون عليهم دور كبير من أجل إعادة مشهد الجماعية للمنتخب المصرى مرة أخرى،
◄ الأفضل لمنتخباتنا العربية مدرب وطنى أم أجنبى؟
– دائما أقول إن هذا نقاش «بيزنطى» أى لا فائدة منه، نحن الآن فى عصر العولمة والتقدم ولا توجد هذه المقارنة، اختيار المدرب لا يكون على أساس جنسيته بل بمعيار الكفاءة الفنية، وكل بلد وله خصوصيته على حسب الحاجة
◄وكيف ترى مستقبل الثلاثى صلاح وزياش ومحرز؟
– أعتقد بأن تألق الثلاثى سيستمر، خاصة وأن معدل أعمارهم مميز ومناسب إن شاء الله أمامهم سنوات يواصلون فيها النجاحات سواء زياش مع إياكس أو رياض محرز مع السيتى أو صلاح مع ليفربول.وأعتقد أيضاً أن صلاح فرق عنهما بالتتويج بلقب دورى الأبطال ودخل به فى سباق العالمية، أما رياض محرز فكان يظهر للجميع مفتقدا شخصية القائد إلا أنه فى النسخة الحالية من الكان ظهرت قدرته على القيادة.
◄سر مقالتك الأخيرة التى دافعت فيها عن صلاح؟
– أمر طبيعى، من الممكن أن انتقد محرز فى مباراة أو بطولة ولكن لا أشكك فى قدراته بشكل عام، وهو ما يجب أن يحدث مع صلاح.. أرى دائماً أنه كنز يجب أن تحافظوا عليه ذهنياً ونفسياً، كما أنه يتعرض لضغوطات بسبب حجم وسائل الإعلام المصرية، اللاعب يستيقظ كل يوم على هجوم وانتقاد وهذا أمر غير طبيعى، أنا موافق أنه لم يكن بالمستوى المطلوب فى الكان لكن يجب أن نتعامل معه بموضوعية.
◄الفارق فى العلاقة بين مصر والجزائر 2010 وما هى عليه الآن رياضياً؟
– الوضع مختلف تماما، أحداث أم درمان وما تبعها كان بسبب الإعلام هنا وهناك، ولكن الشعبين دائما يد واحدة ولا يتأثرون بذلك رغم حدوث فتنة مصطنعة للإيقاع بينهما.. أما الآن فالوضع واضح للجميع التلاحم متواجد.. الجزائريون يشعرون وكأنهم فى بلدهم خلال فترة الكان ولا يوجد إحساس بأنهم فى بلد غريب.
◄ما هى أكثر المناطق التى حرصت على زيارتها بمصر؟
– زرت مناطق كثيرة، ومنها شعبية والأخرى عادية، واستمتعت بالذهاب إلى الحسين، إنما مكانى المفضل هو المطاعم التى تتواجد على ضفاف النيل.
◄وماذا عن الأكلة المفضلة لك منذ مجيئك؟
– استمتعت كثيرا بالسمك والحمام.
◄ كيف كانت بداياتك فى التعليق ومن اكتشفك؟
– أنا وأمى اكتشفنا موهبتى.. كانت تحكى لى دائما منذ أن كنت طفلا لا يتعدى عمرى سنة كنت عندما أبكى لا يوقفنى عن البكاء إلا سماع المذياع، كبرت على حب الإذاعة والراديو أكثر من التليفزيون، ولعبت كرة قدم وكرة السلة ثم عملت بالصحافة وتقديم برامج بالجزائر وعملى الإعلامى حتى الآن يصل إلى 31 عاما.
◄ كيف تحضر لإذاعة المباريات؟
– لا أحضر لمباراة بعينها، أحب أن أكون عفوياً مع الجماهير، ومعروف عنى أنى لا أدخل كابينة التعليق بأوراق كثيرة، فقط قبل المباريات قد أسجل بعض المعلومات وأسردها فى حينها خلال سير المباراة.