عشية العرس الكروي القاري المقرر في مصر ابتداء من يوم الجمعة، يجمع المختصون على ترشيح منتخب البلد المنظم للتتويج باللقب للمرة الثامنة في تاريخه في بطولة يشارك فيه لأول مرة 24 منتخبا، وتعد بتنافس كبير في حضور أقوى المنتخبات الافريقية، بينها 5 منتخبات عربية لأول مرة، ما يجعل حظوظها كبيرة في المنافسة، خاصة مع تواجد المغرب وتونس المشاركين في مونديال روسيا الأخير إضافة إلى الجزائر التي ستشارك هذه المرة من دون ضغوطات كبيرة بعد تراجع نتائج وأداء المنتخب منذ مونديال البرازيل، وكذا موريتانيا التي ستشارك لأول مرة في بطولة قارية يتوقع أن تكون مثيرة في حضور كبار القوم الذين سيقودهم الكاميرون ونيجيريا وكوت ديفوار وغانا والسنغال ومالي، وهي المنتخبات التي ستنافس العرب على التاج وتزيد من قوة المنافسة وترفع مستواها.
المرشح الأول للفوز منتخب مصر الذي بلغ نهائي الدورة السابقة وصاحب الرقم القياسي في عدد التتويجات سيكون أكبر المرشحين للتتويج، إلا اذا خانته الثقة الزائدة للإعلام المحلي والجماهير وحتى اللاعبين في وجود الجوهرة محمد صلاح الذي يبحث عن أول لقب قاري له يزيد من حظوظه في المنافسة على جائزة الكرة الذهبية العالمية، رغم الإرهاق الذي يعاني منه بسبب الموسم الشاق الذي خاضه مع ليفربول. الضغط سيكون كبيرا على محمد صلاح وكل المنتخب خاصة مع الأخطاء الدفاعية التي ظهرت على التشكيلة في مبارياتها الودية أمام تنزانيا وغينيا وظاهرة اهدار الفرص السهلة من طرف المهاجمين، وهو الهاجس الذي يؤرق المدرب المكسيكي خافيير أغيري المطالب بمعالجة النقائص والتأقلم مع خصوصيات مصر الكروية وخصوصيات الكرة الافريقية التي لا كل يعرف تفاصيلها وجزئياتها.
من جهته، مدرب المنتخب المغربي ايرفي رونار سيكون مطالبا بإعادة الروح والثقة للمنتخب المغربي الذي خسر المباراتين الوديتين من غامبيا وزامبيا وتجاوز بصعوبة معضلة مهاجمه وهداف الدوري السعودي عبدالرزاق حمدالله الذي غادر معسكر أسود الأطلس على خلفية رفض زملائه تسديده ركلة الجزاء خلال المباراة الودية التي خسر فيها المنتخب المغربي أمام غامبيا، قبل أن يتعرض بعدها لخسارة ثانية أمام زامبيا كانت سببا في ازدياد حجم الضغوطات على الطاقم الفني والإداري الذي لم يتمكن من تعويض نجم النصر السعودي عبدالرزاق حمدالله بعد فوات الوقت القانوني لاستبدال اللاعبين، ومع ذلك سيكون المغرب مرشحا للتتويج بلقب قاري يغيب عن خزائن أسود الأطلس منذ 43 سنة، وهو التحدي الذي سيرفعه المدرب الفرنسي الباحث عن ثالث تتويج قاري له بعد فوزه باللقب برفقة زامبيا وكوت ديفوار المتواجدة مع المغرب في المجموعة نفسها الصعبة مع جنوب افريقيا وناميبيا.
ظروف المنتخب المغربي ومدربه رونار لا تختلف كثيرا عن ظروف المنتخب التونسي بقيادة آلان جيراس الذي فاجأ المتابعين بالاستغناء عن نجم الأهلي المصري المدافع علي معلول مقابل استدعاء 9 لاعبين محليين من أصل 23 لاعبا حققوا ثلاثة انتصارات في المباريات الودية أمام العراق وبورندي، وخاصة ضد كرواتيا، بكامل تعدادها مما يعد بمشاركة طيبة لنسور قرطاج الذين يبحثون بدورهم عن اللقب القاري الثاني منذ آخر تتويج أمام المغرب سنة 2004.
المنتخب التونسي يملك الكثير من المقومات التي تسمح له بالتألق في مصر رغم صعوبة المجموعة التي تضم مالي وأنغولا، إضافة إلى منتخب عربي آخر هو موريتانيا، الذي يشارك لأول مرة في البطولة القارية بقيادة الفرنسي كورنتين مارتينز الذي يشرف على المرابطين منذ 2014، ويخوض بدوره أول بطولة كبرى من دون ضغوطات،
مثله مثل جمال بلماضي أكثر المدربين تفاؤلا، وأكثر الجزائريين ثقة في عناصره التي فقدت بدورها ثقة عشاقها منذ اخفاقها في التأهل الى مونديال روسيا. بلماضي المدرب الوحيد في البطولة الذي يتحدث عن المشاركة من أجل التتويج باللقب، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها المنتخب الجزائري الذي قد يكون مفاجأة البطولة لأنه ستخوض المنافسة من دون ضغوطات جماهيرية وإعلامية رغم غياب غولام وبن طالب وتايدر وبلفوضيل لأسباب مختلفة، في وجود عناصر جديدة وأخرى عائدة للمنتخب يقودها نجم السيتي رياض محرز.
زخم الأحداث المثيرة التي شهدتها القارة الإفريقية كرويا في الأشهر الأخيرة ينبئ بأن كأس إفريقيا ستكون ساخنة بالتوازي مع توقيتها الصيفي الجديد، والضغط الأكبر سيكون على الفراعنة، ففي نظر المصريين اللقب محسوم لأن البطولة على أرضها وصلاح الذي قاد ليفربول أمام الكبار لن يعجز عن ذلك أمام الأفارقة، أما المنتخبات الأخرى فنسب تتويجها متفاوتة حسب النقاد والمفاجآت واردة كخصوصية القارة السمراء، التي كانت الغلبة فيها لمنتخبات شمال افريقيا عبر التاريخ بعشر بطولات مقابل ثمانية لمنتخبات غرب افريقيا بفضل غانا وكوت ديفوار ونيجيريا، وكذا وسط افريقيا المتوجة بثماني بطولات منها خمس من نصيب الكاميرون الذي يسعى للحفاظ على تاجه.
حفيظ دراجي (القدس العربي)
20 يونيو 2019