جميل أن يدعو قائد الأركان إلى الحوار والتنازل المتبادل، لكن الحوار بين من ومن؟ خاصة و أن رئيس الدولة نفسه لم يحضر جلسة الحوار التي دعا إليها منذ أسابيع!!
حوار بخصوص ماذا؟ علما أن مطالب الشعب واضحة ولا يريد التراجع عنها وقائد الأركان وعد بالمرافقة لتحقيقها لكنه لم يفعل وبقي متشبثا ببن صالح وبدوي ؟
أما إذا كان الحوار مع ممثلي الحراك فإنه لم ولن يفوض أحدا حتى يتم تخوينهم وشيطنتهم أو تهديدهم واغراؤهم..
ثم لماذا تأخرنا في الحوار كل هذه الفترة في وقت يسير فيه مسار العدالة الانتقائية بريتم أسرع من المسار السياسي الذي يمثل أولوية الأولويات الآن ..
مبادرة التحاور والتشاور يجب أن تأتي من سلطة الأمر الواقع فعليا وعمليا وليس من الحراك أو النخبة والاحزاب، يجب أن يأتي التصور والمقترح من السلطة الفعلية التي تملك سلطة القرار فعليا (قيادة الجيش) وليس من رئيس دولة مطعون في شرعيته باعتباره واحدا من رموز النظام البائد ..
ومع ذلك فإن الشعب الجزائري المرابط المسالم والواعي لا يرفض مبدأ الحوار لكنه يريد معرفة من يحاور، يرفض التنازل عن مطلبه الأساسي وحقه في ممارسة سيادته، ويرفض التخلي عن حراكه الذي يمثل سلاحه ومنبره للضغط والتعبير سلميا..
حفيظ دراجي
29 مايو 2019