صحيح أن المكتب الفيدرالي والمدرب ألكاراس لا يتحملان المسؤولية الكاملة في الإقصاء من المونديال، لكنهما يتحملان مسؤولية إقصاء منتخب المحليين أمام ليبيا، ويتحملان مسؤولية الأداء الهزيل والخسارة أمام زامبيا بالثلاثة: مسؤولية الفاف تكمن في اختيارها لمدرب صغير لا يصلح، ومسؤولية المدرب تكمن في خياراته الفنية الفاشلة في المباراة وعدم قدرته على تسيير المجموعة التي دفعت الثمن..
بعض أشباه المحللين وأشباه الإعلاميين مسؤولياتهم أكبر في التراجع الحاصل، وهم الذين لم يعجبهم العجب، فحاربوا حاليلوزيش ودفعوا غوركوف إلى الرحيل، وحطموا معنويات اللاعبين وجماهير الكرة بحقدهم وغيرتهم عوض توجههم إلى الميدان لتطبيق نظرياتهم وفلسفتهم الكروية..
أما الوزير الذي قاد عملية التهديم والاختطاف للفاف والكرة الجزائرية، وللرياضة ككل فإن مسؤوليته السياسية والأخلاقية أكبر من جميع الأطراف لأنه أقحم الدولة في صراعات هامشية وراح يهتم بالتفاصيل والجزئيات ويستقبل ويودع الوفود في المطارات، ويشارك في دورات ما بين الأحياء عوض ممارسة مهامه وواجباته كوزير للجمهورية ..
من يتحدثون اليوم عن الإخفاق والفشل يجب أن يعلموا بأن الذي يحدث هو تحصيل حاصل لتراجعنا السياسي والأخلاقي والفكري والتربوي والعلمي والاقتصادي والثقافي رغم ما تتوفر عليه الجزائر من قدرات وإمكانات، وبجب أن يعلموا بأن القادم أسوأ إذا استمر الحال على ما هو عليه.
نشر في 3 سبتمبر 2017