أفكر في الانسحاب..
ينتابني اليوم شعور يقهر النفس من واقع يتميز “بالرخص” والجبن والمهانة في أوساط سياسية وإعلامية ونخبوية كان يفترض أن تقوم بواجبها السياسي والمهني والأخلاقي وترفض سياسة الأمر الواقع المفروضة من كل مسؤول يأتمر بأمر السعيد وشقيقه، فالجزائر هي ملك لكم وليس ملكية عائلية لأحد.
يحزننا أننا نكتب لمن لا يقرأ، وننتقد من لا يسمع، والمتضرر الواحد في ذلك هو وطن وأجيال لا ذنب لها. ذنبنا الوحيد أننا كنا جبناء جدا في مواجهة هذا الوضع وتغييره، بسبب فئات واسعة من الشعب لم تكتفِ بعدم نصرة الحق، بل راحت تصفق للباطل وتقدس أشخاصا يهينون مجتمعا بأكمله، ويخلقون الطبقية من جديد.
كل يوم أفكر في الانسحاب كغيري ممن تملكهم اليأس، أنسحب من كل ما يتعلق بشؤون بلدي، بداية من الشأن الرياضي والكروي الذي اختطفته الجماعة، وصار جزءا من منظومة تريد أن تفسد على شبابنا كل شيء يشعرها بالثقة والاعتزاز والفخر..
أفكر في الإنسحاب من شدة اليأس وليس خوفا او طمعا، ولإن الموت أهون بكثير من أن يأتي اليوم الذي نشهد فيه انهيارا تاما لهذا الوطن، أو انفجارا اجتماعيا يزيد الطين بلة.
أصارحكم أني بت أرى نفسي عاجزا تماما، عن الذوذ عن الوطن أمام أناس أبدعوا في صناعة اليأس، ولن يترددوا في إحراقه والتضحية بكل الشعب من أجل بقائهم في السلطة..
نشر في 17 أوت 2017