لا أحد يرضى بانتهاك أعراض الناس وممارسة الابتزاز والافتراء على أي كان سواء في العالم الافتراضي أو على أرض الواقع، لكن أيضا لا أحد يرضى بالتشهير في وسائل الاعلام بمتهمين وتصويرهم في شكل مجرمين قبل محاكمتهم (المتهم بريء حتى تثبت ادانته) في وقت لازلنا نتستر على المجرمين الحقيقين في حق الوطن، والفاسدين الذين نهبوا الخيرات وحطموا المعنويات ودفعوا بأولادنا إلى التطرف والتذمر والرغبة في الانتقام من منظومة الفساد..
الحق كل لا يتجزأ، سيف العدل يجب أن يقع على الجميع بما في ذلك كل أطراف المنظومة السياسية والمالية والاعلامية التي حطمت القدوة والرمز، شجعت الرداءة والرذيلة، نشرت الحقد والشر بيننا، ودفعت أولادنا إلى التذمر واليأس والتطرف عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي صارت متنفسهم الوحيد..
الغلق والتضييق والظلم والنهب والفساد والحقرة، كلها ممارسات ولدت التطرف وزادت من مشاعر الحقد والكراهية والرغبة في الانتقام لدى أولادنا، لذلك وجب معالجة الأسباب التي أنتجت المتذمرين والمتطرفين، قبل الدخول في مواجهة شباب جزائري متمرد يحتاج إلى مرافقة ورعاية قبل المحاكمة.
الدولة مطالبة بتطبيق القانون وحماية مؤسساتها ورموزها، لكن تطبيق كل القانون على كل الناس وحماية كل الشعب من الابتزاز والاستفزاز والتخويف والتهديد الذي يتعرضون له يوميا بطريقة مباشرة وغير مباشرة..
حفيظ دراجي
25-10-2018