تستوقفنا ذكرى استرجاع السيادة الوطنية هذا العام عشية الانتخابات الرئاسية المقبلة لتذكرنا بأننا بصدد التفريط في تلك السيادة الكاملة والتفريط في المكتسبات المحققة ومستقبل الأجيال الصاعدة ، مستقبل لا يزال يقرره ولد عباس وعبدالقادر بن صالح والسعيد بوحجة وأويحي وعمار غول الذين دعوا بوتفليقة مجددا للترشح لعهدة خامسة لاستكمال عملية الانتقام والقضاء على ما تبقى من مقومات الدولة ..
للأسف الشديد تأكدنا مع مرور الوقت بأن دولة بوتفليقة هشة وفاشلة لأنها قامت على أساس الجغرافيا وليس على أسس الكفاءة والجدارة والمشروع اللائق للمجتمع بعدما نجح بوتفليقة في إضعاف المؤسسات وإهانة الرجال، وبعدما أحاط نفسه بأبناء عشيرته ومافيا المال والرديئين ليستمر في حكم الجزائر رغم عجزه عن الكلام والمشي والوقوف، ورغم التراجع الذي تشهده الجزائر في كل المجالات!!
صحيح أن منطق الجهوية في الجزائر كان سائدا منذ الاستقلال لكن ليس بهذا الشكل الفاضح ، صحيح أن المال كان دائما يصنع الفارق في كل الأنظمة على مر العصور لكن ليس على حساب القيم والمبادئ والقانون وليس من طرف عصابة “مافيوية” لا تشبع ..
بعدما خرجوا الينا تباعا – باسم الشعب الذي لم يفوضهم – يدعون بوتفليقة “للاستمرار” حان الوقت لكي يخرج الأحرار تباعا – بالتي هي أحسن – للوقوف ضد “الهردة الخامسة” ومنعهم من الاستمرار في العبث بالجزائر دون الرد على استفزازاتهم التي تتوالى كل يوم بكل الطرق ..
لقد فشلوا في بناء الدولة، بل برهنوا على نجاحهم في تهديمها، وحان موعد انقاذها وإعادة بناءها بالحب والاحترام والعدل والعلم وليس بالجهل والحقد والكراهية والانتقام وتصفية الحسابات
تعدد الأفكار والمبادرات التي بدأت تطفو لن يمنعنا من توحيد الغاية والهدف وهو “انقاذ الجزائر” واسترجاع سيادتها المختطفة فعلا منذ 20 عاما – بل منذ الاستقلال- !!
حفيظ دراجي
نشر يوم 4 جويلية 2018