اسمه رابح ماجر، لقبه “مصطفى” عند المقربين.. هو واحد من أبرز نجوم الكرة الجزائرية عبر التاريخ، تألق في ثمانينيات القرن الماضي عندما توج بلقب كان يسمى كأس أوربا للأندية البطلة ولقب كأس العالم للأندية مع بورتو وكأس أمم افريقيا مع الجزائر، وكذا تتويجه بلقب أفضل لاعب في إفريقيا، يصنف ضمن خانة كبار اللاعبين الأفارقة رفقة روجي ميلا جورج ويه، سامويل ايتو وديدي دروغبا وغيرهم.
الرجل يشرف اليوم على المنتخب الجزائري بقرار من الجماعة دون مؤهلات ولا قدرات، وهو الذي لم يمارس المهنة منذ ثلاثة عشر عاما ليجد نفسه مشرفا على جيل من اللاعبين المتميزين الذين يرفضون اللعب تحت اشرافه بعدما اكتشفوا محدودية مستواه ونواياه السيئة تجاه اللاعبين المحترفين خارج الجزائر.
مثل الكثير من الجزائريين صرت أعطف على الرجل وأشفق عليه بعد كل خرجة، وأعطف عليه بعدما اهتزت صورته وتراجعت شعبيته بشكل كبير في ظرف ستة أشهر، وصار الكل يطالب برحيله بما في ذلك الكثير من اللاعبين وأعضاء المكتب المسير للاتحاد الجزائري لكرة القدم وجماهير الكرة في الجزائر التي لم تتقبل تعيينه أصلا، ولم تتقبل استمراره في تهديم منتخب حقد عليه لسنوات ..
بعد الخسارة أمام “جزر الرأس الأخضر” وفي ظل الانتقادات اللاذعة التي يتعرض لها ، قررت السير عكس التيار والوقوف مع “مصطفى” ضد ماجر الذي أساء الى نفسه عندما قبل مهمة انتحارية لم يقدر حجمها وفكر فقط في الانتقام والثأر لنفسه، واعتقد بأن تاريخه يشفع له ويكفيه للإشراف على منتخب من حجم الجزائر دون شهادات ومؤهلات ودون القدرة حتى على تسيير حصة تدريبية مثلما يقول اللاعبون!!
رغم كل هذا سأقف ابتداء من اليوم مع “مصطفى” ضد ماجر المتناقض مع نفسه في كل خرجاته التي يطلق فيها تصريحات لا يقولها عاقل ولا يصدقها أحد، ويتصرف مع اللاعبين بكيفية جعلتهم يتهربون من اللعب تحت اشرافه، ويتصرف مع الإعلاميين بطريقة ليس لها مثيل!!
سأقف مع “مصطفى” ضد من عين ماجر على رأس المنتخب لأجل تحطيمه وتهديم رغم ادراكهم بأنه لا يملك المواصفات ولا المؤهلات لكي يشرف على الخضر، ورغم يقينهم بأنه لن يذهب بعيدا مع منتخب كان مفخرة الجزائريين ليتحول بعدها الى مهزلة يخجل منها الجزائريون !!
سأقف مع “مصطفى” ضد كل الإعلاميين والمحللين واللاعبين السابقين الذين ساندوا ماجر وشجعوه على خوض التجربة رغم علمهم بأنه لا يملك الحنكة ولا الخبرة ولا القدرة على قيادة المنتخب، ساندوه في العلن ويستهزؤون به في السر ويتمنون له الإخفاق !!
سأقف مع “مصطفى” وأشفق عليه بعد اليوم لأنه شوه صورة وسمعة ماجر، وسأتقدم بطلب ليوتوب وفيسبوك وتويتر وكل وسائط التواصل الاجتماعي لمسح كل الفيديوهات المسيئة التي كان طرفا فيها والتي ستضل تلاحقه الى الأبد من “تيزي فو” الى “ألو بورتو” الى “المنتخب الحالي أفضل من منتخب مونديال البرازيل”!!
سأقف مع “مصطفى” ضد ماجر من باب الإنسانية لأنه لا يستحق الخروج من الباب الضيق بهذا الشكل، ولا يتحمل مسؤولية تعيينه مشرفا على المنتخب الجزائري من طرف منظومة الفساد والرداءة التي سلطت علينا الرديئين في كل المجالات وعلى كل المستويات حتى يسهل تسييرهم والتحكم فيهم..
بعد الكلام الذي قاله في الندوة الصحفية التي أعقبت مواجهة الرأس الأخضر أشفقت على الرجل أكثر وقررت مساندته ودعمه من أجل البقاء على رأس المنتخب حتى لا ينهار لو رحل، وقررت مطالبة الفاف بتمديد عقد ماجر مع المنتخب “لعهدة أخرى” ليكتمل البناء بل التهديم..
مع الوقت أدركت بأن “مصطفى راح ضحية ماجر، والمنتخب راح ضحية لجماعة ماجر التي اختطفته ودمرته، والجزائر كلها وقعت رهينة من نصبوا أمثال ماجر في مختلف المواقع كمكافأة لهم على مساندتهم للمنظومة وانتقاما من الكفاءات التي تم الدفع بها نحو الهروب من واقع سيئ ورديء، ويريدون أن يدفعوا بالشعب كله الى الانتحار من شدة التذمر واليأس..
“لوأعطيناها لمن يكرهها وطلبنا منه تحطيمها لما فعل بالشكل الحاصل اليوم من طرف الجماعة”
حفيظ دراجي
نشر في 2 جوان 2018