الرجل الذي كان يتحدث بإيعاز من طرف “المهماز” وعفس ودهس كل شيء، وتسبب في كوارث سياسية لا حصر لها؛ رحل اليوم بدوره بإيعاز بعدما خطب عن النزاهة والالتزام والعصرنة والتجديد والتشبيب، وتحدث عن سمعة الجزائر وعن الثورة وشهدائها ومجاهديها ورموزها، وبعدما تحدث عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي وحرية الصحافة وووووو.
سعداني في “خطبته” تحدث عن التشريعيات وعن مستقبل الجبهة، وتجنب الحديث عن خصومه، ومدح الرئيس مطولا طمعا في عفوه، آملا في أن يتراجع عن قراره بضرورة رحيله من منصبه بعدما انتهت مهمته القذرة. لكن بعد خطابه الذي أبدى فيه نيته في البقاء والاستمرار أمينا عاما للأفلان جاءه الإيعاز الصارم من “المهماز” الفعلي بضرورة الرحيل!
قد يعتقد البعض بأن رحيل سعيداني كان فقط بسبب إساءته لجبهة التحرير، وبسبب تصريحاته النارية تجاه التوفيق وبلخادم وتهكمه على شخصيات أخرى منذ مدة، لكن الاعتقاد الأكبر أن الرجل صار يزعج فرنسا التي يقيم فيها لذلك جاء الإيعاز من مهماز أقوى لا يرفض له طلب ولن يقدر على مواجهته من صفقوا لسعيداني عندما كان “يدهس ويعفس” كل شيء في طريقه.
اللعب صار “خشنا” والأمر لن يتوقف عند هذا الحد لأن رؤوسا أخرى ستسقط وأمورا كثيرة ستتغير قريبا على مستويات عدة بنفس الايعاز الذي صار يتحكم فينا ويتلاعب بنا، وكل ما نتمناه هو أن نستعيد الجزائر من مخالب المغامرين والرديئين والفاشلين.
في نهاية المطاف أثبت عمار سعيداني بأنه لم يكن قويا ولا شجاعا، أما الحديث عن استقالة لأسباب صحية، أو لأجل المصلحة العليا للحزب والبلاد فهو أمر مضحك لأن سعيداني يتمتع بكامل قواه العقلية والجسدية، ومصلحة البلاد “ضاعت وتاهت” وسط التخلف والتراجع والتحايل الحاصل منذ مدة وسعيداني كان أبرز صوره.
نشر في 22 أكتوبر 2016