hafid derradji

باريس سان جيرمان سيفوز بدوري الأبطال!

 مع نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي كان باريس سان جيرمان قريبا من الخروج من مسابقة دوري الأبطال عندما تأهل الى الملحق المؤهل للدور السادس عشر بصعوبة كبيرة، لكن منذ أطاح ليفربول من ثمن النهائي، ثم أستون فيلا في ربع النهائي، صار في نظر الكثير من المتابعين مرشحا للمنافسة على اللقب الذي يجري خلفه منذ سنوات، خاصة بعد خروج المرشحين التقليديين ريال مدريد ومانشستر سيتي وليفربول وبايرن ميونيخ، وبعد فوزه في لندن على أرسنال في ذهاب نصف النهائي بشكل مثير وملفت يؤهله لبلوغ النهائي على الأقل ومنافسة البارسا أو الانتر على التاج الأوروبي، بفريق مكون من مجموعة من المواهب التي كبرت في ظرف وجيز، وكبرت طموحاتها في تحقيق المفاجأة والفوز بدوري الأبطال، رغم أن مهمة الاطاحة بأرسنال لم تكتمل وكل شيء يبقى واردا في لقاء الذهاب.


أول أمس في لندن لعب البياسجي مباراة كبيرة فنيا وبدنيا وتكتيكيا، لكن العقلية صنعت الفارق حسب المدرب لويس أنريكي الذي ثمن قدرة لاعبيه على تحمل ضغوطات المواعيد الكبرى والأندية الكبيرة التي واجهتها لحد الأن وسمحت له بتحقيق سابقة من خلال الفوز على أربعة أندية إنكليزية في مسابقة هذا الموسم وهي السيتي وليفربول وأستون فيلا وآرسنال، وهو معيار كبير يقاس عليه مستوى الفريق وقدرته على المنافسة على اللقب الذي يقترب منه أكثر من أي وقت مضى، حتى عندما كان يضم في صفوفه الثلاثي ميسي ونيمار ومبابي، وكان يدربه كارلو أنشيلوتي وتوماس توخيل وأوناي ايميري، حيث لم يتجاوز نصف النهائي سوى مرة واحدة سنة 2020 عندما خسر النهائي أمام البايرن.


صحيح أن البياسجي لم يتأهل بعد الى النهائي ولم يتوج بالكأس، لكن كل المؤشرات والمعطيات ترشحه للفوز باللقب بفضل النضج الكبير الذي ظهر على الحارس دوناروما والقائد ماركينيوس، ووسط الميدان فيتينيا والموهبة الصاعدة ديزيريه دوي والهداف عثمان ديمبيلي الذي ساهم في أحد عشر هدفا مع فريقه في دوري الأبطال هذا الموسم، وسجل 25 هدفا في 25 مباراة منذ بداية يناير/كانون الثاني 2025، ونصب نفسه نجما أولا للفريق، قبل أن يخرج في مواجهة أرسنال مصابا ويثير تخوفا من غيابه عن لقاء العودة في الأوساط الاعلامية والجماهيرية، عدا الفنية، خاصة بالنسبة للمدرب لويس أنريكي الذي صرح بعد المباراة بأن الفريق يملك غير ديمبيلي، ولديه مجموعة وروح جماعية يعول عليها في مبارياته، سمحت له بتحقيق تسعة انتصارات في دوري الأبطال في موسم واحد.


البياسجي صار البارحة رابع فريق يطيح بأرسنال على ميدانه بعد لنس وأوكسير وموناكو، ولم يكتف بارتداء لباس المرشح الأول للفوز باللقب في وجود أرسنال والانتر والبارسا، بل يتوجه نحو التتويج بفريق لم يتجاوز معدل عمر لاعبيه 23 سنة و336 يوما، وهو ثاني أعلى معدل لفريق يتوج بدوري الأبطال بعد أياكس أمستردام قبل ثلاثة عقود عندما أطاح بيوفنتوس سنة 1995، ونحو إنهاء عهد صفة المرشح التي بقيت لصيقة على مدى سنوات بالريال والبارسا والسيتي وليفربول والبايرن، ويجعل من روح الجماعية وحيوية المواهب والجرأة في اللعب أسلحة مهمة في مسابقة أوروبية يصعب مخالفة قواعدها وإحداث المفاجأة فيها.

حفيظ دراجي

القدس العربي 30 أبريل 2025


الفوز في لندن على أرسنال لا يعني التأهل الى النهائي، لكنه يمنح حظوظاً أوفر وأكبر، ويؤكد على الأقل أن النجوم لا تصنع بالضرورة فريقا، ورحيل ميسي ونيمار ومبابي كان بمثابة ضارة نافعة، سمحت ببروز جيل جديد، قلب الموازين والمفاهيم السائدة لحد الان في لعبة لا تكفي فيها المهارة من دون روح الجماعة ومنظومة لعب يصنعها المدرب بدون عقدة، أينما كانت المباراة ومهما كان المنافس، فيصبح التتويج بدوري الأبطال تحصيل حاصل للفريق الباريسي الذي حاول مرارا بنجوم استقطبهم لكنه فشل، فهل ينجح هذه المرة بأسلوب مختلف وأسماء مغمورة ​وأسلوب مختلف؟

حفيظ دراجي

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل