hafid derradji

المان يونايتد لم يعد كبير أنجلترا!

بعد تتويج ليفربول رسميًا بلقب الدوري الإنجليزي العشرين في تاريخ النادي، وصار أكثر فريق حقق لقب الدوري مُناصفة مع المان يونايتد، وهو الذي كان الأكثر تحقيقًا للبطولات المحلية والأوروبية، استعاد الريدز لقب «كبير إنجلترا» من الغريم يونايتد الذي يبقى محتفظًا بصفة الفريق الأغلى والأكثر جماهيرية في العالم، لعب هذا الموسم أحد أسوأ مواسمه عبر التاريخ، في حين استعاد ليفربول لقبَه الذي أحرزه مع يورجن كلوب قبل خمس سنوات، بفضل أرني سلوت وجيل من اللاعبين المتميّزين يقودهم المصري محمد صلاح الذي يتوجه بدوره لكي يكون كبير ليفربول على مر العصور بفضل إبداعاته وأرقامه وتتويجاته.

صحيح أن ليفربول خسر نهائي كأس الرابطة وخرج من ثُمن نهائي دوري الأبطال ضد باريس سان جيرمان، واستثمر هذا الموسم في تراجع السيتي، وتشيلسي، وتوتنهام والمان يونايتد، لكن هذا لا ينقص من قيمة الاستحقاق والتتويج باللقب العشرين واللقب الرسمي الثاني والخمسين في تاريخ النادي متقدمًا على المان صاحب سبعة وأربعين لقبًا، ويصبح أكثر فريق حقق الدوري بالتساوي مع المان، ويبقى أكثر من حقق دوري الأبطال، والدوري الأوروبي، وكأس السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية، إضافة إلى البطولات المحلية على غرار كأس الرابطة الإنجليزية.

المان يونايتد حاد عن سكة التتويجات بلقب الدوري منذ 2013، وليفربول عاد إليها بعد ثلاثة عقود منذ تتويجه سنة 1990، عانى فيها طويلًا قبل مجيء الألماني يورجن كلوب الذي أعاده إلى الواجهة العام 2020 عندما توّج باللقب، وقبله بسنة باللقب السادس لدوري الأبطال السادس، ليكمل المشوار مع الهولندي أرني سلوت الذي عرف كيف يعيد الفريق إلى الواجهة ويسمح له بالتتويج بلقب الدوري في أول موسم له بقيادة النَّجم المصري محمد صلاح الذي لعب أفضل موسم له في مشواره الكُروي، حطم فيه كل الأرقام كهدّاف وممرر حاسم وقائد معنوي لمجموعة حافظت على توازنها واكتسحت كل الأندية الإنجليزية في طريقها.

جماهير ليفربول التي وعدت ووفّت بعدم ترك فريقها يسير وحيدًا، قضت ليلة حمراء، عوّضت فيها الحرمان من الاحتفال بلقب 2020 بسبب تفشي وباء كورونا الذي أفقد التتويج طعمه من دونها، وصبرت معه خمس سنوات قبل أن يعود إلى زعامة الكرة الإنجليزية على حساب يونايتد الذي ضيع رسميًا زعامة الكرة الإنجليزية بسبب سوء الإدارة.

الزعامة تنتزع بالعراقة والمجد والجهد والعمل، وتشترك فيها الإدارة مع الطاقم الفني واللاعبين والجماهير، حتى ولو لم يتوفر المال الذي يتوفر لدى المان يونايتد والسيتي وتشيلسي، الذين عادوا إلى حجمهم الطبيعي بعودة ليفربول إلى مكانته ملكًا لإنجلترا وكبيرها دون مُنازع.

حفيظ دراجي

جريدة الراية 29 أبريل 2025

حفيظ دراجي

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل