تراجُع نتائج ومردود مانشستر سيتي هذا الموسم صنع الحدث وشغل الناس منذ أشهر بحثًا عن الأسباب والتداعيات، لأن الأمر يتعلق بأحد أحسن الأندية الأوروبية بنجومه الكبار، وأحد أفضل المدربين في العالم الإسباني بيب جوارديولا، لكن ما يحدث للجار مانشستر يونايتد منذ بداية الموسم -بل منذ سنوات- تصدر المشهد الكروي رغم تغيير المدربين، حيث تعرض الفريق لخسارة جديدة أمام توتنهام، هي الثالثة في آخر أربع مباريات، و الثانية عشرة من أصل خمس وعشرين مباراة منذ انطلاقة الموسم، وهي أكبر حصيلة هزائم في أول 25 مباراة بالموسم في الدوري منذ موسم 1973-1974 حين خسر 13 مباراة وهبط إلى الدرجة الثانية.
المدرب البرتغالي روبن أموريم بات بدوره أول مدرب يخسر 8 مباريات في أول أربع عشرة مباراة في الدوري مع المان يونايتد، منذ عهد جيمي ميرفي سنة 1958، ومع ذلك لم يُبدِ بعد المباراة أي قلق على مستقبله بقدر قلقه على مستقبل النادي في جدول الترتيب، مؤكدًا تفهمه لغضب الجماهير من المردود والنتائج، وإدراكه لحجم المسؤولية المُلقاة على عاتقه لأجل إعادة الفريق إلى سكة الانتصارات، رغم الغيابات التي تعاني منها تشكيلته بسبب الإصابات، وعدم توفره على بدائل للاعبين الذين تراجع مستواهم منذ الموسم الماضي على غرار ماركوس راشفورد الذي انتقل إلى أستون فيلا على سبيل الإعارة في الميركاتو الشتوي.
رحيل راشفورد جاء في وقت تعرض فيه المدافع ليساندرو مارتينيز للإصابة، وتأكد رسميًا غياب وسط الميدان كوبي ماينو لستة أسابيع على الأقل، إضافة إلى تعرض الإيفواري المتألق عماد ديالو إلى إصابة تبعده عن فريقه إلى نهاية الموسم بعد أن سجل ستة أهداف وأسهم في ستة أخرى، ونصب نفسه أحسن هداف وأحسن ممرر، لفريق اكتفى بتسجيل 28 هدفًا في 25 مباراة، ودخل في أزمة متعددة الأوجه، فنيًا ونفسيًا، لا أحد يعرف تداعياتها وانعكاساتها على الفريق فيما تبقى من عمر الموسم الكروي، خاصة بعد أن فشل المدرب البرتغالي أموريم في إيجاد الحلول، ورفضت إدارة النادي تدعيم الفريق في الميركاتو الشتوي رغم حاجة المدرب للاعبين جدد.
هاجس الهبوط صار يخيم على النادي العريق الذي يحتل المركز الرابع عشر بفارق 31 نقطة عن الرائد ليفربول، متقدمًا عن خامس فريق خلفه مهدد بالهبوط، في واحد من أسوأ مواسمه منذ بداية الألفية، يزداد صعوبة بتزايد الضغوطات الإعلامية والجماهيرية على الإدارة والمدرب واللاعبين رغم أن الفريق هو صاحب ثاني أعلى ميزانية في البريميرليج بمبلغ يقارب 780 مليون يورو، صار مهددًا بالهبوط بسبب تراكمات أخطاء في التقدير والتسيير والخيارات الفنية غير الموفقة على مدى المواسم الخمسة الماضية يبقى فيه ليفربول سيدًا والسيتي متذبذبًا والمان يونايتد تائهًا إلى إشعار آخر.
حفيظ دراجي
الراية 26 فبراير 2025