hafid derradji

غوارديولا سرّ استمرار المعاناة

إلى وقت قريب، ساد الاعتقاد في الأوساط الفنية والإعلامية بأن غياب قلب مانشسستر سيتي، رودري، هو السبب الرئيس لتراجع مردود الفريق ونتائجه، وليس غوارديولا (54 سنة)، إضافة إلى تزايد عدد المصابين على فترات مختلفة هذا الموسم، وتراجع مردود دي بروين، غريليتش، فودين، برناردو سيلفا وهالاند، منذ بداية الموسم.

لكن مع الوقت، بدأ هذا الاعتقاد يتراجع لصالح قناعة جديدة عند كثير من الملاحظين الذين يُجمعون اليوم على أن المدرب غوارديولا هو السبب، ليس لأنه مدرب فاشل، بل لكونه فشل في تدارك الوضع واستعادة توازن الفريق، فراح ينفق مجدداً في الميركاتو الشتوي باستقدام خمسة لاعبين جُدد، كلفوا خزينة الفريق ما يقارب 200 مليون جنيه إسترليني.

صحيح أن رودري صار قطعة أساسية لسيتي خلال المواسم الأربعة الماضية، ويصعب تعويضه، وكان فيها دي بروين ومحرز وبرناردو سيلفا وفودان في أفضل أحوالهم، وكانت لغوارديولا خيارات كثيرة في الهجوم والدفاع، جعلته يتسيّد إنكلترا وأوروبا، لكن المنظومة التي تنهار فجأة بالشكل الذي حدث، لا بدّ أن يتحمل مسؤوليتها المدرب مهما كان اسمه ورصيده ووزنه، ويستقيل أو يُقال من منصبه بدلاً من تجديد عقده لموسمين إضافيين، كما حدث معه بنحو استثنائي، ولا أحد طالب برحيله مثلما يحدث مع غيره من المدربين في إنكلترا وخارجها، خصوصاً أن النتائج صديقة المدربين الذين يمكن تغييرهم عند تراجع النتائج ولا يمكن تغيير كل اللاعبين.

أصبح “سيتي غوارديولا” في المركز الخامس بفارق 14 نقطة عن الرائد ليفربول، بعدما خسر ثُلث مباريات الدوري لحد الآن، وخرج مبكراً من كأس الرابطة، وكاد أن يخرج في الدور الأول من مسابقة دوري الأبطال، وصار عاجزاً عن الفوز على أصغر الأندية، بل خسر بالأربعة على ميدانه أمام توتنهام، وبثنائية أمام ليفربول، وبالخمسة أمام أرسنال في آخر مباراة بالدوري، في انتظار التحدي الأكبر الذي ينتظره في الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي دوري الأبطال بمواجهة حامل اللقب ريال مدريد الذي سيكون منعرجاً مهماً في واحد من أسوأ مواسم غوارديولا في مشواره التدريبي على رأس برشلونة وبايرن وسيتي اللذين فاز معهما بكل الألقاب الممكنة.

لم يكتفِ غوارديولا بالاستمرار على رأس سيتي، وهو الإصرار الذي يحسب له، بل طالب بمزيد من الإنفاق خلال الميركاتو الشتوي، فصرف أكثر من كل الأندية الإنكليزية مجتمعة في هذه السوق، واستقدم خمسة لاعبين جُدد، يتقدمهم المصري عمر مرموش، قادماً من آينتراخت فرانكفورت مقابل 75 مليون يورو، والمدافع الأوزبكستاني عبد القادر خوسانوف، من لانس بـ40 مليون، وفيتور ريس من بالميراس مقابل 37 مليون، إضافة إلى الإسباني نيكو غونزاليس، وسط ميدان بورتو لتعويض رودري، وكذلك الظهير الإنكليزي كريستيان ماكفارلين، القادم من نيويورك سيتي، وقرر تسجيل العائد من الإصابة رودري، في قائمة دوري الأبطال التي يسمح بها الاتحاد الأوروبي والمحددة بثلاثة لاعبين فقط ابتداءً من دور خروج المغلوب.

ما يحدث لمانشستر سيتي أمر يتعرض له أي فريق مهما كان وزنه، إذ يتراجع مستواه ونتائجه ومردود لاعبيه لسبب أو لآخر. لكن ما يحدث مع المدرب غوارديولا، يبقى استثنائياً ما دام مستمراً مع فريقه دون أن يقال أو يستقيل، أو يتعرض لمجرد انتقادات على خياراته، فهل هي الثقة المفرطة في الرجل؟ أم هو عناد مدرب لا يقبل الفشل ويصر على الاستمرار؟ أم غياب البديل؟ لذلك، تصر إدارة الفريق على تجديد ثقتها بالمدرب الذي لا يشك أحد في قدراته وإمكاناته التي تسمح له بالتدارك والعودة إلى سكة الفوز، رغم التحدي الكبير الذي ينتظره عند مواجهة ريال مدريد في دوري الأبطال، ثم نيوكاسل وليفربول وتوتنهام في الدوري المحلي خلال شهر فبراير الحالي.

حفيظ دراجي

العربي الجديد 8 فبراير 2025

حفيظ دراجي

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل