hafid derradji

اسماعيل بن ناصر يرحل عن الميلان مضطرا!

بعد خمس سنوات ونصف سنة كاملة غادر الدولي الجزائري إسماعيل بن ناصر الميلان بشكل مفاجئ متوجها نحو مارسيليا في ختام الميركاتو الشتوي على سبيل الاعارة مع الزامية الشراء في نهاية الموسم مقابل 12 مليون يورو و3 ملايين من الحوافز، ليلتحق بزميله في المنتخب الجزائري أمين غويري، مخلفا وراءه تساؤلات وعلامات استفهام في الأوساط الاعلامية والجماهيرية التي كانت تتوقع الرحيل، لكن في نهاية الموسم بسبب تراجع مستوى بن ناصر نتيجة الإصابات المتكررة، وتراجع نتائج الميلان وتناوب ثلاثة مدربين على الفريق في ظرف ثمانية أشهر، ما أدى الى توتر الأجواء داخل غرف الملابس مع المدرب البرتغالي الجديد سيرجيو كونسيساو.
آخر ظهور لإسماعيل بن ناصر كان في دربي العاصمة ميلان الأحد الماضي والذي شارك فيه الدولي الجزائري أساسيا قبل أن يتم تغييره في نهاية الشوط بسبب سوء تفاهم بينه وبين مدربه الذي بدى على خط التماس خلال الشوط الأول متوترا وغاضبا على تموقع بن ناصر فوق أرضية الميدان، وعند العودة الى غرفة الملابس قرر استبداله، ما أغضب اللاعب وجعله يصر على الرحيل مهما كانت الوجهة بعد أن أدرك أن المدرب البرتغالي يستقصده مثل سابقه باولو فونسيكا، وهو نفس الأمر الذي حدث مع ألفارو موراتا الذي اضطر الى الرحيل قبله بيومين نحو غلطة سراي التركي على سبيل الاعارة أيضا، بينما أبدى المدافع ثيو هرنانديز رغبته في الرحيل بسبب المدرب.
منذ التحاق سيرجيو كونسيساو بالميلان خلفا لمواطنه باولو فونسيكا قبل شهر من الآن، توترت الأجواء في غرفة تغيير الملابس، ودخل المدرب في صدام مع عديد اللاعبين الذين طالبوه بالرحيل على غرار إسماعيل بن ناصر الذي استثمر في رغبة مارسيليا في التعاقد معه فأصر فجأة وكان له ذلك ولو على سبيل الإعارة ، فالتحق مباشرة بعد الدربي بمارسيليا حيث استقبله أنصار النادي الفرنسي بحرارة كبيرة، في حين لم يتسن لجماهير الميلان توديعه، وهي التي حملته في قلوبها لأكثر من خمس سنوات فاز معها فيها بلقب الدوري والكأس السوبر الإيطالي قبل أن يتعرض ​لإصابتين خطيرتين أبعدته عن الملاعب لأكثر من سنة ونصف السنة، وتسببت في تراجع مردوده، لكن الميلان بقي مصرا على الاحتفاظ به.
زلاتان إبراهيموفيتش مستشار النادي أكد للصحافيين أن “بن ناصر هو من أصر على الرحيل في الساعات الاخيرة من إغلاق سوق الميركاتو الشتوي، وهو من فضل خوض تجربة أخرى، لأن لديه أفكاراً أخرى في رأسه” على حد تعبيره، و”إذا كانت لديك أفكار أخرى في رأسك يجب ألا تكون هنا معنا على حد تعبيره، لذلك بحثت ادارة النادي عن أفضل حل له ولنا”، ولم يشر إبراهيموفيتش الى مشاكل اللاعب مع مدربه البرتغالي والتي كانت سببا مباشرا في اصرار بن ناصر على الرحيل بأسرع وقت بعد أن أدرك أن أيام المدرب بيولي لن تعود، والميلان مقبل على أيام عصيبة مع المدرب البرتغالي الجديد الذي تسبب في توتر الأجواء داخل غرفة الملابس، ودفع الى رحيل سبعة لاعبين خلال الميركاتو الشتوي.
في مارسيليا سيجد إسماعيل بن ناصر زميله في المنتخب الجزائري أمين غويري القادم من رين، ويجد جماهير فرنسية وجزائرية وفرانكو جزائرية عاشقة له، سعدت بانضمامه للفريق، ورحبت به بشكل مميز، ويجد أجواء يعرفها، تساعده على التأقلم بسرعة وتقديم الاضافة لفريق يحتل المركز الثاني في الترتيب بفارق عشر نقاط عن البياسجي قبل ست عشرة جولة عن نهاية الموسم، مخلفا وراءه ذكريات جميلة مع الميلان وجماهيره التي أحبته لأنه كان أحد صناع أفراحه في أصعب الظروف، ولم يبخل بجهده وصحته والتزامه، مثلما لم يبخل عنه الميلان بأفضاله لأنه سمح له بالارتقاء الى مستويات أفضل وصناعة اسم لامع في عالم الكرة اقترن بأحد أعرق الأندية في أوروبا والعالم، فهل أخطأ وتسرع بن ناصر في اتخاذ قرار الرحيل؟ وهل ستكون مارسيليا أفضل وجهة؟ وهل كان التوقيت مناسبا؟ والطريقة ملائمة للميلان وبن ناصر؟
في أول ظهور اعلامي للجزائري بن ناصر قال للاعلاميين: “لست هنا لأن الميلان لم يعد يريدني، لكن لأنها ارادتي، ولقد أبلغت ادارة الفريق الايطالي، أنني أريد الانتقال الى مارسيليا وليس الى أي ناد آخر”.

حفيظ دراجي

القدس العربي 6 فبراير 2025

حفيظ دراجي

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل