hafid derradji

هل حان موعد رحيل جوارديولا ؟!

تعادلُ ليفربول في الأنفيلد أمام فولهام، وتعادل أرسنال في لندن أمام إيفرتون، كانا مجرد تعثر عادي وطبيعي للرائد وملاحقه في الدوري الإنجليزي الممتاز، مثلما كانت كذلك الخَسارة الأولى للبايرن في الدوري الألماني، وكان أيضًا تعثر البرسا والريال في إسبانيا، في حين جاءت خَسارة السيتي أمام المان يونايتد في إنجلترا بالشكل الدراماتيكي الذي حدثت به لتعقّدَ أمور حامل اللقب ومدربه جوارديولا، وتفتح الباب لأول مرة أمام احتمال رحيل المدرب الإسباني رغم تجديد عقده لموسمين إضافيين وتمسك إدارة الفريق به في أسوأ مواسمه منذ التحاقه بالسيتي سنة 2016 وتتويجه بكل الألقاب المحلية والأوروبية والدولية، قبل أن يدخلَ النفق.
في الوقت الذي كان فيه السيتي متوجهًا نحو تحقيق فوزه الثاني في آخر 11 مباراة في جميع المسابقات على حساب الجار مانشستر يونايتد، حدث ما لم يكن متوقعًا في آخر دقيقتين من عمر لقاء الجولة السادسة عشرة من عمر الدوري عندما تلقى هدفين في غفلة من دفاعه الهشّ في غياب القلب النابض رودري، وأعمدة الدفاع جون ستونس ومانويل أكنجي ونايثن أكي، وغياب تلك الروح التي كان يتحلّى بها الفريق، وذلك المستوى العالي لكل لاعبيه دون استثناء، ما أوقع المدرب جوارديولا في وضعٍ لم يحدث له في مشواره التدريبي، حيث بدا عاجزًا عن إيجاد الحلول وتحفيز لاعبيه الذين تلقوا خَسارتهم الخامسة في الدوري وابتعدوا عن الرائد بفارق تسع نقاط.
خلال الندوة الصحفية التي أعقبت ديربي مانشستر لم يتردد جوارديولا في تحمل المسؤولية وتحميلها للاعبين أيضًا بقوله: «أنا لست جيدًا وعليّ إيجاد الحل»، وقوله: «اللاعبون يتخذون قرارات كارثية في الملعب»، في إشارة إلى الخطأ الذي ارتكبه ماتيوس نونييز وكلفه ركلة الجزاء التي جاء على إثرها هدف التعديل، ثم خطأ الدفاع كله الذي كلفه الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع من مواجهة المان يونايتد.
جوارديولا قال أيضًا: أنا لست بخير، لأننا نمرّ بموسمٍ صعبٍ، لكنني لم أتخيل أنه سيكون بتلك الصعوبة، رغم أننا نلعب بهدوء فإننا نهدر الأهداف ونرتكب الأخطاء، لذلك لا يمكنني أن أدافعَ عن كل هذا، وأضافَ: نحن لا نملك خط دفاع! في آخر موسمين خسرنا 8 مباريات وعدنا لنخسر نفس العدد في أقل من شهرين. في إشارة إلى تراجعٍ كبيرٍ يتحمل مسؤوليته مع لاعبيه دون أن يجد له حلًا، ما دفع بالكثير من المحللين في إنجلترا للحديث عن ضرورة رحيله وخضوعه لنفس القواعد التي يخضع لها كل مدربٍ في العالم عندما تتراجع النتائج، لكن جوارديولا العنيد والمغرور، على حد تعبير الإيطالي فابيو كابيلو، يحول دون ذلك.
السؤال المطروح اليوم إلى أي مدى سيستمر تراجع السيتي؟ خاصة بعد أن اعتاد الجميع في الفريق على الانتصارات والتتويجات، واعتدنا على إبداعات اللاعبين، وإلى متى يستمر صمود جوارديولا وسط كل الضغوط التي يعيشها؟ وهل سيرحل قبل نهاية عقده بعد أن أقرَّ بعجزه؟

حفيظ دراجي

الراية 16 ديسمبر 2024

حفيظ دراجي

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل