أثارَ انتقالُ الدوليين الجزائريين أمين غويري، وسعيد بن رحمة إلى مرسيليا، ونيوم السعودي ردودَ فعل متباينةً في الشارع الكُروي الجزائري باعتبارهما دوليَين، أغلبها كانت داعمةً لانتقال غويري من رين إلى مرسيليا، ومنتقدة لخيار بن رحمة بالتوجّه نحو دوري الدرجة الثانية السعودي قادمًا من نادي ليون، وقد كان بإمكانه اللعب في دوري روشن الأقوى والأفضل والحفاظ على مستواه مع المنتخب الجزائري المقبل على تصفيات كأس العالم الشهر القادم ونهائيات كأس أُمم إفريقيا بالمغرب نهاية السنة، ما يهدّد تواجده ضمن قائمة المدرب بيتكوفيتش، الذي يستفيد بالمقابل من انتقال غويري إلى مرسيليا للعب في مُستوى أعلى وتحت ضغوطٍ جماهيرية وإعلامية تزيد من قوتهِ.
انتقالُ غويري من ليون إلى مرسيليا جاء تحصيل حاصل للمُستوى الذي بلغه اللاعبُ الذي خاض أكثر من 200 مباراة مع ليون، ونيس ورين، سجل فيها 73 هدفًا، ولعب في مختلِف المنتخبات الشبانيّة.
في المقابل كان انتقالُ بن رحمة من ليون الفرنسي إلى نيوم السعودي مفاجأة غير سارَّة للجماهير الجزائرية التي انتقدت خيار اللاعب الذي كان بإمكانه الاستمرار مع ليون أو الانتقال إلى أي فريق أوروبي؛ حفاظًا على مستواه باعتباره لاعبًا دوليًا يعوِّل عليه مدرب المنتخب الجزائري فلاديمير بيتكوفيتش، خاصةً أنه صار من أقدم لاعبي المنتخب الجزائري الذي انضمَّ إليه سنة 2015 عندما كان في نادي نيس الفرنسيّ.
سعيد بن رحمة الذي رفع تحديات كبيرة في مشواره قادمًا من نادي بطيوة الصغير والمغمور في مسقط رأسه مدينة تموشنت الجزائرية، وعندما اشتد عوده انضم إلى البريميرليج وصار لاعبًا دوليًا، اختارَ الانتقال إلى دوري الدرجة الثانية السعودي على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر مصحوبة بخيار شراء إلزامي في حال صعود نيوم السعودي إلى الدرجة الأولى مقابل 12 مليون يورو، وثلاثة ملايين مكافأة الصعود، لكن مصيره مع المنتخب سيكون مهددًا بالتوقف دون أدنى شكّ، في حين سيكون لانتقال أمين غويري إلى مرسيليا مفعول كبير على مستواه وأثر كبير على مردوده مع المنتخب الجزائريّ، بالإضافة إلى زيادة مدخوله المالي من صفقة كبيرة فنيًا وماديًا.
صحيح أنَّ كل لاعب حر في خياراتهِ، وكل شيء متوقّف على الفرصة وجدارة القائم بأعمال اللاعب وخصوصيات سوق انتقالات يخضع لجزئيات وتفاصيل يصعب التحكمُ فيها، لكنَّ اللعب في المنتخب يبقى حكرًا على الأفضل والأحسنِ، والذي يلعب في أفضل الأندية وأقوى الدوريات، لذلك يمكن وصف انتقال غويري وبن رحمة بصفقتَي الاتجاه المعاكس.
حفيظ دراجي
الراية 4 فبراير 2025