«ربما هي آخر مباراة أخوضها ضد السيتي في الأنفيلد وعليّ أن أستغلها كما ينبغي» .. هي الجملة التي قالها النجم المصري محمد صلاح في ميكروفون قناة سكاي نيوز قبل بداية المواجهة ضد السيتي في الدوري الإنجليزي، تضاف إلى جملة قالها من قَبل بعد مواجهة ساوثهامبتون «أرى نفسي خارج ليفربول وليس معه بعد نهاية الموسم» في إشارة إلى عدم تلقيه عرضًا جديدًا لتمديد عقده مع ليفربول، مما فتح الباب أمام كل التأويلات والاحتمالات والإشاعات التي تربطه بالدوري السعودي وباريس سان جيرمان الفرنسي والإنتر الإيطالي، خاصة وأن عقده سينتهي الصيف المقبل، وفي يناير المقبل يصبح حرًا في التفاوض مع أي فريق يريده.
الصحف والمواقع الرياضية الفرنسية طلعت علينا بعناوين وتقارير إعلامية تتحدث عن اتصالات إدارة الفريق الباريسي بمحمد صلاح منذ مدة واستعدادها لدفع راتب سنوي يقارب 20 مليون يورو، رغم توجه المدرب الإسباني لويس انريكي نحو إعادة بناء فريق حول مجموعة من المواهب الشابة بعيدًا عن النجوم الذين أرهقوا النادي فنيًا وماديًا لكن الضغوطات الإعلامية والجماهيرية قد تدفعه إلى التنازل ولو جزئيًا لصالح أحد أبرز اللاعبين في أوروبا والعالم، قاد ليفربول إلى الانفراد بريادة ترتيب الدوري الإنجليزي بتسجيله 12 هدفًا ومساهمته في عشرة أهداف أخرى في 18 مباراة خاضها في جميع المسابقات، ويمكن الحصول عليه مجانًا حتى ولو كان راتبه الشهري عاليًا.
إدارة النادي نفت من جهتها كل التقارير التي تحدثت عن اتصالاتها باللاعب، أو حتى رغبتها في التعاقد معه، رغم تأكيدات وسائل إعلام بريطانية وجود مفاوضات، في حين لا تزال مصادر إعلامية سعودية تتحدث عن تواصل مستمر مع محيط اللاعب لاستقطابه نهاية الموسم مقابل إغراءات كبيرة، ولا تزال مصادر إعلامية إيطالية وأخرى إسبانية تتحدث عن دخول الإنتر والبرسا على الخط للاستثمار في وضع اللاعب مع ليفربول الذي لم يكشف عن نواياه لحد الآن ولم يقدم عرضًا جديدًا للاعب رغم الضغوطات الإعلامية والجماهيرية التي تطالب بتجديد عقد اللاعب الذي فتح الأبواب على كل الاحتمالات بتصريحاته الأخيرة.
كل شيء متوقف على نوايا الفريق الإنجليزي ليفربول الذي يبقى غموض موقفه وتردده وتأخره في توضيح نواياه مثيرة للتساؤلات، وفي نفس الوقت محفزة لكل الأندية المهتمة باللاعب، وفي خدمة اللاعب ذاته الذي ستكون له خيارات كثيرة ترفع من قيمته السوقية سواء استمر مع ليفربول أو رحل إلى باريس، ميلان أو برشلونة، أو حتى مدينة أخرى خاصة مع المستوى الذي أظهره منذ بداية الموسم مع فريقه ليفربول رائد ترتيب الدوري الإنجليزي ورائد ترتيب دوري الأبطال، وصاحب أفضل مستوى في أوروبا، يدرك جيدًا أن رحيل محمد صلاح سيؤثر عليه بالسلب فنيًا وجماهيريًا.
الكرة في ملعب محمد صلاح الذي قام برميها إلى ملعب ليفربول، وراحت وسائل الإعلام تتقاذفها وتنفخ فيها لتلتقطها جماهير الكرة في مصر وإنجلترا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والسعودية الوجهات المحتملة لأحد أفضل اللاعبين في العالم حاليًا.
حفيظ دراجي
الراية القطرية 4 ديسمبر 2024