hafid derradji

تزايد حجم مباريات كرة القدم يقتل اللعبة!

انطلقت في الأيام الماضية النسخة الجديدة لمسابقة دوري أبطال أوروبا في شكل دوري بمشاركة 36 فريقا يلعبون 144 لقاء، بمعدل ثماني مباريات لكل فريق، قبل بلوغ مرحلة الأدوار الاقصائية التي يبلغ عدد مبارياتها 35 مباراة مقسمة إلى خمسة أدوار اقصائية طويلة، متعبة وشاقة ومرهقة للاعبين الذين بدأوا، على غرار المدربين، يشتكون بدورهم من كثرة المباريات التي كانت تتراوح بين 50 و60 مباراة في الموسم الواحد، وقد تصل الى معدل 70 مباراة مع الأندية والمنتخبات هذا الموسم الذي ينتهي بالمشاركة في كأس العالم للأندية المقررة من طرف الفيفا منتصف شهر يونيو/حزيران المقبل بمشاركة 32 فريقا.
عشية انطلاق مسابقة دوري أبطال أوروبا بصيغة الدوري، عبر الحارس البرازيلي لنادي ليفربول أليسون بيكر عن تجاهل رأي اللاعبين في إنشاء مسابقات جديدة وتغيير نظام المنافسات الذي أدى الى زيادة عدد المباريات بدون استشارة المعنيين مباشرة، في اشارة الى خطورة هذه الزيادة التي تنعكس بالسلب على صحة اللاعبين وتركيزهم ومستواهم، وتؤثر على حجم الشغف باللعبة خاصة بالنسبة للاعبين الدوليين الذين يشاركون في جميع المسابقات الخاصة بالأندية والمنتخبات في موسم يختتم ببطولة جديدة أطلق عليها كأس العالم للأندية، ويشهد عددا كبيرا من مباريات تصفيات كأس العالم 2026 التي انطلقت في كل القارات.
من جهته هدد وسط ميدان المان سيتي رودري بالإضراب المحتمل للاعبين بسبب زيادة عدد المباريات، خاصة التي صارت مزعجة للغاية خاصة للاعبي الدوري الإنكليزي الممتاز الذين يشاركون في دوري طويل وشاق، وكأس الاتحاد وكأس الرابطة ومختلف المسابقات الأوروبية والعالمية مع الأندية والمنتخبات والتي قد تصل حسب رودري الى 75 مباراة بدون احتساب المباريات الدولية، مؤكدا أن فكرة الإضراب تراود الكثير من اللاعبين الذين يتحدثون عن الظاهرة باستمرار بينهم ومع مدربيهم ومسيريهم لأن كثرة المباريات حسب رأيه تؤثر على صحتهم ومردودهم ومستواهم الذي يتراجع اذا تجاوز المعدل السنوي 50 مباراة حسب تقديره.
النقابة الدولية للاعبي كرة القدم للمحترفين (فيفبرو) أعلنت من جهتها قبل شهرين أنها سترفع شكوى الى هيئة مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي بشأن رزنامة مباريات الاتحادات القارية والاتحاد الدولي لكرة القدم الذين لم يعد يهمهم سوى زيادة حجم مداخيل حقوق البث التلفزيوني والإعلانات والمعلنين والمتعاملين الاقتصاديين الذين يستثمرون في اللاعبين والأندية والبطولات الكبرى التي تحظى باهتمام جماهيري كبير واعلامي متزايد، بدون أدنى اعتبار للاعبين الذين يعتبرون الحلقة المهمة والأضعف في نفس الوقت رغم مداخيلهم الكبيرة التي تزايدت بدورها مع الوقت بشكل يثني الكثير منهم عن الاحتجاج أو الاضراب كما توعد به رودري.
الحارس البرازيلي أليسون هدد بالاضراب، ودعا في الوقت ذاته جميع الأطراف إلى الجلوس حول الطاولة واستشارة اللاعبين والمسؤولين على مختلف المنافسات لمناقشة الأمر قبل التخطيط لأي منافسة جديدة أو تغيير نظام أي منافسة تؤدي إلى زيادة حجم المباريات التي تزايدت بالنسبة إليه من 40 الى 60 مباراة في ظرف موسمين مع ليفربول والمنتخب البرازيلي، وهو رقم كبير معرض للزيادة التي، ستقود لردود فعل ستتصاعد من دون شك، خاصة إذا ارتفع حجم الإصابات في أوساط اللاعبين واشتكى المدربون من غياب لاعبيهم عن مختلف المباريات، خاصة بالنسبة للأندية التي لا تملك بدائل كثيرة، كتلك التي يتوفر عليها السيتي مثلا، والتي لم تعد كافية، وقد لا تجدي فيها نفعا سياسة التدوير التي ينتهجها بيب غوارديولا وبعض المدربين الذين تتوافر لديهم الخيارات الفنية والبشرية المتعددة.

حفيظ دراجي

القدس العربي 18 سبتمبر 2024

حفيظ دراجي

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل