لأول مرة منذ أمد بعيد يثير سوق الانتقالات الصيفية في الجزائر اهتمام كبيرا في الأوساط الفنية والإعلامية والجماهيرية بسبب الأسماء الجزائرية والافريقية المستقدمة خاصة من خارج الجزائر، وحجم الأموال التي تم إنفاقها من طرف الأندية ورواتب اللاعبين الذين انتدبتهم أبرز الأندية في دوري المحترفين على غرار حامل اللقب مولودية الجزائر الذي استقدم أندي ديلور، و الوصيف شباب بلوزداد الذي استعاد اسلام سليماني ، وشبيبة القبائل التي وقعت لرياض بودبوز ، ما أثار تساؤلات حول التوجه الجديد نحو استقطاب لاعبين دوليين سابقين اضطروا للالتحاق بالدوري الجزائري بسبب تقدمهم في السن وتراجع مستواهم، وعدم تلقيهم عروضا في أوروبا.
مولودية الجزائر التي صنعت الفارق الموسم الماضي مع صفقة لاعب أجاكسيو سابقا، يوسف بلايلي التي كانت الأكبر في تاريخ النادي والدوري، و كانت موفقة فنيا، ساهمت في تتويج الفريق بلقب الدوري المحلي وبلوغ نهائي الكأس ، وبالتالي التأهل للمشاركة في مسابقة دوري أبطال افريقيا، ما دفعها الى تكرار التجربة مع المهاجم أندي ديلور بطل افريقيا 2019 مع المنتخب الجزائري، والذي لعب في عديد الأندية الفرنسية ، قبل أن يخوض تجربة فاشلة في نادي أم صلال القطري، ويلتحق ببطل الدوري الجزائري لثلاث مواسم بصفقة قدرها ثلاث ملايين يورو، وصفت بالأكبر في تاريخ الكرة الجزائرية وراتب شهري يقارب 60 ألف يورو حسب مصادر متطابقة.
شباب بلوزداد الذي كان أول من فسح المجال للدوليين الجزائريين المحترفين الموسم الماضي باستقدام الحارس رايس وهاب مبولحي وعدلان قديورة ، استمر في سياسة الاستقطاب التي تميزت هذا الموسم باستعادة الهداف التاريخي للمنتخب الجزائري اسلام سليماني الذي وقع موسما واحدا بعد أحد عشر عاما من مغادرته للفريق الذي تألق معه قبل أن يخوض تجارب متعددة في دوريات البرتغال، أنجلترا، تركيا، فرنسا ، بلجيكا، و الدوري البرازيلي، كما استقدم الفريق العاصمي الحارس الدولي مصطفى زغبة قادما من نادي ضمك السعودي، و المهاجم أيمن محيوس عائدا من تجربة قصيرة في سويسرا ، اضافة الى سبع لاعبين أخرين من مختلف الأندية المحلية.
أما شبيبة القبائل فقد كان من نصيبها الدولي السابق رياض بودبوز الذي لعب في فرنسا مع سوشو، باستيا، ومونبوليي، و في اسبانيا مع بيتيس وسيلتا فيغو، قبل أن يخوض تجربتين في السعودية مع الأهلي و نادي أحد ، ليحط الرحال في صفوف الفريق القبائلي الذي استفاد من دعم شركة موبيليس التي ضخت الأموال اللازمة لإعادة الحياة الى أحد أكبر الفرق الجزائرية الأكثر تتويجا ، والذي ينتظر أن يشعل المنافسة على دوري المحترفين لهذا الموسم رفقة مولودية الجزائر، اتحاد الجزائر، شباب بلوزداد، و وفاق سطيف و مولودية وهران، خاصة بعد تدعيمه بحارس اتحاد طنجة غاية مرباح، والدولي محمد أمين مداني اللاعب السابق لشباب قسنطينة.
اتحاد العاصمة حامل كأس الجزائر الموسم الماضي الذي تنفس الصعداء منذ أشرفت عليه شركة تسيير الموانئ الجزائرية سيربور ، لا يزال من جهته يستقطب اللاعبين المتميزين من داخل وخارج الجزائر على غرار حسام الدين غشة من الترجي التونسي، الياس شتي قادما من الوداد المغربي، ولاعبين أخرين أفارقة، يشرف عليهم المدرب التونسي نبيل معلول، الذي ينتظر أن يقول كلمته خاصة اذا لعب مبارياته في ملعب خمسة جويلية أو نيلسون مانديلا ببراقي ، كما ينتظر أن يرتقي المستوى وتزداد نسبة الحضور الجماهيري بسبب افتتاح ملعبي علي عمار بالدويرة الذي يستقبل فيه مولودية الجزائر، وملعب حسين أيت أحمد بتيزي وزو معقل شبيبة القبائل .
حجم الصفقات ونوعيتها يعد بدوري مثير ، لكن تكاليف الصفقات ورواتب اللاعبين المستقدمين خاصة من خارج الجزائر، لاتزال تصنع الجدل في الشارع الرياضي الجزائري الذي لم يتعود على سماع رواتب تتراوح بين 50 و 100 ألف دولار شهريا تدفعها الشركات الوطنية الممولة للفرق الكبيرة على غرار الشركة البترولية سوناطراك، مؤسسة موبيليس ، وشركة مدار للاستثمار والتمويل، وشركة سيربور لتسيير الموانئ، اضافة الى شركات الاتصالات موبليس، جيزي و أوريدو التي تمول عديد الفرق الأخرى بنسب متفاوتة أثارت بدورها جدلا في أوساط من توصف بأندية الصف الثاني التي لا تحظى بنفس الامتيازات ، وتأمل في استقطاب الممولين قبل اللاعبين.
حفيظ دراجي
الجزائر الأن 15 سبتمبر 2024