بعد أن كان محمد صلاح قريبا من الانتقال الى دوري روشن السعودي الموسم الماضي، بات الأمر أقرب نهاية الموسم الجاري قبل سنة واحدة من انتهاء عقده مع نادي ليفربول الذي يلعب له منذ سنة 2017، وفاز معه بكل الألقاب الممكنة، ويريد بدوره الاستفادة من مبلغ تحويله لانتداب لاعبين آخرين في المرحلة القادمة التي تتميز برحيل المدرب يورغن كلوب بعد رحيل فيرمينو وساديو ماني، حيث تشير كل التقارير الاعلامية الى قرب التوصل الى اتفاق مع الجانب السعودي بدون تحديد الوجهة بالضبط في ظل صراع كبير بين الهلال واتحاد جدة على استقطاب النجم العالمي الذي يجر خلفه ملايين المصريين المقيمين في السعودية وفي كل بقاع الدنيا، وبكل ما يخلفه من اهتمام إعلامي وجماهيري، ومصدر دخل اضافي.
ليفربول الذي رفض الموسم الماضي عرضا بأكثر من 200 مليون جنيه استرليني مقابل الاستغناء عن خدمات نجمه قبل سنة من نهاية عقده، لن يصمد هذه المرة أمام أموال خيالية تسمح له بدخول سوق الانتقالات الصيفية بقوة لتجديد الفريق وتعويض رحيل فيرمينو وساديو ماني وصلاح، خاصة بعد قرار مدربه يورغن كلوب الرحيل بدوره نهاية الموسم الجاري، وهو الذي وقف في وجه رحيل صلاح الصيف الماضي، كما أنه يريد استغلال المنافسة الكبيرة بين الاتحاد والهلال لرفع قيمة الصفقة التي ينتظر أن تكون تاريخية، لن يتردد الفريق الانكليزي في قبولها مرغما.
محمد صلاح الذي كان قريبا من الاتحاد الصيف الماضي يجد نفسه اليوم بين جنتين وليس نارين، بعد دخول الهلال على الخط للاستفادة من خدماته، حيث تقول التسريبات أن العروض التي تصله غير مسبوقة، وقد تصل الى راتب سنوي يفوق 60 مليون يورو، ومزايا أخرى لا يحلم بها النجم المصري وهو في نهاية مشواره، تجعله يقضي سنوات من عمره ملكا في الرياض أو جدة، حيث تتواجد جالية مصرية كبيرة، ويحظى بشعبية جارفة في الأوساط الجماهيرية السعودية، تجعله يخطف الأضواء من رونالدو وبنزيمة ونيمار ومحرز وفيرمينو.
أغلب الظن أن الوجهة ستكون الاتحاد بجوار مكة والكعبة، وبرفقة بنزيمة وكانتي، وزميله السابق في ليفربول فابينيو، الا أذا استقطبته أضواء العاصمة الرياض وفريقها الهلال ليلتحق بنيمار وكوليبالي ورينان لودي وروبن نيفيز وميلينكوفيتش سافيتش، وكذا نجوم الفريق المحليين سالم الدوسري وسلمان الفرج، وغيرهما من اللاعبين الشباب، تعويضا لصفقة ميسي التي فشلت الموسم الماضي بسبب رغبة النجم الأرجنتيني وأسرته العيش في الولايات المتحدة الأمريكية رغم العروض السعودية المغرية، التي لم تعد تصمد أمامها الأندية الأوروبية الكبيرة ولاعبوها.
الهلال أم الاتحاد، الرياض أو جدة، المهم أن قبلة محمد صلاح ستكون الدوري السعودي بمزايا خيالية وتداعيات استثنائية على دوري روشن الذي يستمر في سياسة الاستقطاب التي انتهجها قبل موسمين بدون استثناء اللاعبين العرب الذين يتأقلمون بسرعة مع الأجواء السعودية مقارنة بالأوروبيين، حتى أن اللاعب الاسباني المتألق فيغا مثلا يريد مغادرة الأهلي نهاية هذا الموسم والعودة الى أوروبا، في وقت يدور الحديث عن استقدامات أخرى منتظرة نهاية الموسم، يكون وقودها محمد صلاح.
حفيظ دراجي
القدس العربي 7 مارس 2024
حفيظ دراجي
