سيعلن غدا الاثنين في مدينة مراكش المغربية عن أسماء المتوجين بجوائز الأفضل خلال سنة 2023 من بين القوائم المصغرة التي أعلن عنها الاتحاد الافريقي لكرة القدم ، وأثارت جدلا كبيرا في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي ، خاصة ما تعلق بقائمتي أحسن اللاعبين وأحسن الأندية، حيث غاب اسم الدولي الجزائري رياض محرز المتوج بأكبر وأشهر البطولات خلال السنة، وكذا نادي اتحاد العاصمة الفائز بلقبي كأس الكاف وكأس السوبر الافريقي، مما أثار موجة من الغضب في أوساط فنية وجماهيرية استغربت نوعية الاختيار الذي لايستند لأي معايير، مما يفقدها قيمتها ومصداقيتها داخل القارة الافريقية وخارجها، ويشكك في الكثير من النوايا التي تهدف للإساءة إلى الجزائر بمنتخباتها وانديتها ولاعبيها ، في كل مناسبة.
محرز يستحق الجائزة دون منازع باعتباره بطل دوري أبطال أوروبا، وبطل انجلترا، وحامل كأس الاتحاد الانجليزي ، لعب 59 مباراة خلال سنة 2023 من بينها 43 كأساسي، سجل فيها 17 هدفا، وكان صاحب 19 تمريرة حاسمة، و36 مساهمة تهديفية ، ومنذ انتقاله الى دوري روشن صار أكثر من سجل وصنع الأهداف، و أكثر من ساهم وصنع فرص التهديف مع فريقه الأهلي السعودي منذ بداية الموسم، كما انه لم يخسر مع المنتخب الجزائري طيلة السنة، لكن كل هذا لم يشفع له لكي يتواجد ضمن القائمة المصغرة التي ضمت النيجيري فيكتور أوسيمان مهاجم نابولي، والمصري محمد صلاح مهاجم ليفربول، ومدافع باريس سان جيرمان أشرف حكيمي الذي لم يكن له تأثير كبير على منظمة لعب ناديه ومنتخب بلاده باعتباره مدافع.
الثلاثي الذي وقع عليه الاختيار لم يحقق ربع ما حققه محرز خلال سنة 2023 حيث اكتفى كل من أوسمان وحكيمي بالتتويج بلقب الدوري المحلي مع نابولي وباريس سان جيرمان، وبلوغ ربع نهائي ونصف نهائي دوري الأبطال، في حين لم يحقق محمد صلاح أي لقب فردي أو جماعي، بل لم يتأهل الى مسابقة دوري أبطال أوروبا التي يغيب عنها هذا الموسم رفقة ليفربول في واحد من أسوأ مواسمه رفقة ناديه، حتى أن محيطه وبعض المقربين منه نقلوا استغرابه من تواجده في القائمة المصغرة، ويتوقعون غيابه عن الحفل رغم تطمينات المنظمين بأنه سيفوز بالجائزة في محاولة للحفاظ على قيمتها التي افتقدتها حتى قبل إعلان القوائم المصغرة.
قبل أسابيع من الآن كان المختصون يرشحون الجزائري رياض محرز والمغربي ياسين بونو للفوز بالجائزة، باعتبارهما متوجان باللقبين الأوروبيين ، وذهب البعض الى حد تفضيل بونو بسبب بلوغه نصف نهائي كأس العالم، علما أن النرويجي ايرلينغ هولاند لم يشارك في كأس العالم لكنه حل ثانيا بعد ميسي ، وقبل امبابي الذي بلغ نهائي كأس العالم ، ليتغير السيناريو بعد ذلك ويتم اختيار بونو في قائمة المنافسين على جائزة أفضل حارس التي صارت مضمونة للمغرب، على أن يتوج مدافع باريس سان جيرمان أشرف حكيمي بجائزة أفضل لاعب في قارة المعجزات والعجائب والغرائب.
قائمة الأندية المرشحة للتتويج بلقب أفضل نادي لهذا الموسم لم تخلو من الغرائب والعجائب ، حيث تم إقصاء الفريق الجزائري اتحاد العاصمة المتوج بلقبي كأس الكاف وكأس السوبر الأفريقي ، في حين تم اختيار مدرب عبد الحق بن شيخة ضمن قائمة المرشحين للتتويج بجائزة أفضل مدرب في مفارقة أخرى عجيبة، إذ لا يعقل اختيار مدرب فاز بلقبين ولا يتم اختيار فريقه الذي فاز بنفس اللقبين إلا إذا كان في الأمر إن وأخواتها وسوء نية صارت مبيتة ضد الجزائر والجزائريين على مستوى الاتحاد الافريقي، تجسد من قبل في حرمان الجزائر من تنظيم نهائيات كأس أمم افريقيا رغم المؤهلات التي تتمتع بها ونجاحها في تنظيم كأس إفريقيا للمحليين وألعاب البحر الأبيض المتوسط والألعاب العربية.
استبعاد رياض محرز واتحاد العاصمة عن قوائم المرشحين يؤكد بما لا يدع أي مجال للشك أن جوائز الاتحاد الافريقي لم يعد لها طعم ولا مصداقية، لأنها لا تستند الى معايير فنية بحتة بعد وقوع واحدة من أكبر السرقات في تاريخ جوائزها، لكن مع ذلك يبقى رياض محرز فخر الجزائريين و العرب والأفارقة ، وأحد أفضل لاعبي القارة السمراء على مر العصور، يمثل بالنسبة لعشاقه جائزة في حد ذاتها، تصنع المتعة والفرجة في ميادين الكرة أينما حل وارتحل، ففاز بقلوب العشاق في كل مكان وحظي بالامتنان والعرفان لجهده و مهاراته وأخلاقه العالية و وقوفه مع قضايا بلده وأمته.
المنظمون وبعض المتوجين غدا ، لن تكتمل فرحتهم في غياب الأفضل والأجدر، بينما لن ينقص الغياب من قيمة محرز واتحاد العاصمة لأنهم فازوا بالألقاب ، وبالاحترام والتقدير والعرفان.
حفيظ دراجي
الجزائر الأن 10 ديسمبر 2023