إعلان المهاجم أمين غويري اختيار تمثيل منتخب الجزائر صنع الحدث في الأوساط الكروية الجزائرية والفرنسية بالنظر لقيمة اللاعب والظروف التي أعلن فيها قراره، والتي يعتقد الكثير أنها ستشكل وجع رأس للمدرب، جمال بلماضي، الذي يتطلع إلى تحضير أساليب لعب مختلفة، في ظل تراجع مستوى بونجاح وغياب سليماني، مقابل تألق محمد لمين عمورة مع فريقه البلجيكي سان غيلواز، المرشح لكي يلعب إلى جانب أمين غويري في حالة اللعب بمهاجمين اثنين. بينما سيكون الوافد الجديد متاحاً لكي يلعب إلى جانب مهاجم ثانٍ أو خلفه، أو حتى في الجهة اليسرى، ما يمنح خيارات كثيرة، ويزيد من حجم المنافسة على المناصب بين محرز، بوعناني، شايبي، غويري، عمورة، بونجاح، سليماني، بلايلي، وبن رحمة، وغيرهم من المواهب التي يزخر بها المنتخب الجزائري.
فتح التحاق أمين غويري بالمنتخب الجزائري النقاش في الأوساط الفنية عن خيارات جمال بلماضي المستقبلية في الخط الأمامي، بعد أن ضمن بدائل كثيرة ومتنوعة في خطي الدفاع والوسط في وجود حجام، طوبة، بلعيد، أيت نوري وهيثم لوصيف، إضافة إلى استرجاع عوار وبن طالب وفيغولي حتى يدعموا خط وسط ثرياً يضم بن ناصر، زرقان، بوداوي، وزروقي، دون الحديث عن خط هجوم ثري بالمواهب التي يقودها القائد محرز الذي لن يسلم بدوره من المنافسة، ما يضع جمال بلماضي في مأزق كبير عند اختياره للتشكيلة وأسلوب اللعب الذي يعتمد عليه، والذي قد يتغير حسب طبيعة المنافسين، ولن يكون محصوراً على طريقة 4-3-3، بل يصبح اللعب بخطة 4-2-3-1 أو 3-5-2 أو حتى 3-4-3 وارداً.
المواجهتان الوديتان لشهر أكتوبر/تشرين الأول ضد منتخبي الرأس الأخضر ومصر، ستكونان فرصة لاكتشاف أمين غويري من قرب في أجواء وأوساط جديدة عليه، وعندها نتعرف إلى نيّات بلماضي في كيفية استغلال الوافد الجديد الذي لقي إعلانه ترحيباً كبيراً في الأوساط الإعلامية والجماهيرية الجزائرية التي كانت تتابع اللاعب منذ مدة وتترقب قراره بعد أن مثل منتخب الديوك في كل الفئات السنية التي سجل معها 47 هدفاً بشكل لافت جعل منه أحد المواهب الواعدة. لكن قناعته كانت أكبر من كل الإغراءات، وإعلانه الالتحاق بالمنتخب الجزائري عبر حسابه في تويتر أحدث زلزالاً في فرنسا، ارتداداته كانت إيجابية في الجزائر التي تمكنت في أقل من سنة من استقطاب ما لا يقلّ عن سبع مواهب، في انتظار التحاق موهبة ليون الفرنسي ريان شرقي.
وعادت الأوساط الفرنسية كعادتها لترديد الشريط نفسه منذ أعلن جمال بلماضي قرب انضمام غويري إلى المنتخب الجزائري، فعادت حملات وسائل الإعلام الفرنسية تنتقد الخيار وتذكرنا بالمواهب التي ضيعتها الاتحادية الفرنسية لكرة القدم خلال السنوات الماضية، وراح مدرب نادي رين الفرنسي برونو جينيسيو يهمش اللاعب في الفترة الأخيرة، بعدما شارك أساسياً بانتظام في اللقاءات الخمسة الأولى للموسم، وكان أساسياً في كل الفرق والمنتخبات الشبابية التي لعب لها. لكن يبدو أن ضغوط المدرب، ديديه ديشان، والاتحاد الفرنسي، فعلت فعلتها، فصار لاعباً احتياطياً في فريقه رغم حاجته لخدماته وقدراته المهارية العالية التي جعلت منه نجماً سيسطع دون شك في سماء كوت ديفوار بمناسبة نهائيات كأس أمم أفريقيا وفي تصفيات كأس العالم 2026.
استفاد جمال بلماضي من مهاجم وصانع لعب جديد، يعرف كيفية صناعة الفرص وتسجيل الأهداف، واستفادت الجزائر من أكثر من مجرد لاعب كتب في منشور إعلان التحاقه بمنتخب الخضر: “سأدافع عن قميص المنتخب الجزائري بقلبي وروحي، وشرف لي أن أحمل ألوان بلدي عالياً والمساهمة في كتابة صفحات أخرى من تاريخها الكروي”.
حفيظ دراجي
العربي الجديد 30 سبتمبر 2023