hafid derradji

زيدان يربح معركة لم يخضها ضد لوغريت!

تتويج فرنسا بكأس العالم في روسيا، وبلوغها نهائي كأس العالم في قطر لم تشفع لرئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم نويل لوغريت الذي تحول الى رجل غير مرغوب فيه في كل الأوساط الكروية والسياسية والجماهيرية بسبب تصريحاته الاستفزازية التي وصفت بالعنصرية تجاه زين الدين زيدان أحد رموز الكرة الفرنسية، ما اضطره الى عقد اجتماع طارئ للجنة التنفيذية لاتحاد الكرة ، انتهى بالإعلان عن إبعاده مؤقتا من منصبه بعد الضغوطات والانتقادات الكبيرة التي تعرض لها في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، جماهيريا ورسميا، ومن أعضاء مكتبه الذين تخلصوا منه على وقع تحقيقات في فضائح جنسية وأخرى متعلقة بتسيير شؤون الاتحاد الفرنسي على مدى أكثر من عقد من الزمن، سيحسم فيها التحقيقات الجارية التي باشرتها وزارة الرياضة الفرنسية، ويتم الإعلان عن نتائجها منتصف شهر فبراير/شباط المقبل.
وفي اجتماعها الاستثنائي قررت اللجنة التنفيذية للاتحاد الفرنسي تكليف نائب الرئيس فيليب ديالو بتسيير شؤون الاتحاد الى غاية صدور نتائج التحقيق، واعتماد عقد المدرب ديدي ديشان الذي وقعه مع لوغريت إلى غاية 2026، حفاظا على مصداقية الاتحاد واستقرار المنتخب الفرنسي المقبل على مرحلة أخرى زاهية بعد بلوغه نهائي كأس العالم بجيل جديد، هو بحاجة الى استقرار فني لخوض المواعيد القادمة، وهو الأمر الذي سيدفع بالطرف الأخر في المعادلة زين الدين زيدان الى خوض تجربة أخرى في مجال التدريب مع اليوفي، أو البياسجي بداية من الموسم المقبل، أو مع البرازيل، في انتظار موعده مع القدر الذي سيقوده يوما للاشراف على المنتخب الفرنسي، وتحقيق حلمه وحلم الكثير من الفرنسيين الذين يتمنون رؤية زيزو على رأس الديكة.
لوغريت خرج من الباب الضيق رغم إنجازاته كرئيس للاتحاد الفرنسي للعهدة الثالثة على التوالي، ودفع ثمن تصريحات وصفها عند اعتذاره من زيدان بأنها “لا تعكس اطلاقا أفكاره ولا تقديره للاعب والمدرب زيدان”، لكنها في الحقيقة كانت كلها حقدا وضغينة وعنصرية، وقلة احترام تجاه أسطورة وصفها مبابي في رد فعله بأنها “تمثل فرنسا ولا يجب اهانتها”، ودافع عنه زملاؤه السابقون الذين فازوا معه بكأس العالم 1998، وجماهير الكرة والإعلاميون والمثقفون والفنانون، وكذا وزير الرياضة، ورئيس الحكومة الفرنسية الذي طالب أعضاء الاتحاد الفرنسي بتحمل مسؤولياتهم في محو الصورة السيئة التي رسمها رئيسهم بتصريحاته اللامسؤولة، في اشارة الى ضرورة إبعاده بشكل قانوني لا يؤثر سلبا على المنظومة الكروية الفرنسية، خاصة مع الفيفا التي ترفض كل تدخل للسلطات العمومية في شؤون الاتحادات.
إبعاد الرئيس لوغريت عن تسيير الاتحاد الفرنسي لصالح نائبه فيليب ديالو يضع المدرب ديدي ديشان في موقف لا يحسد عليه بسبب قربه منه، لذلك لم يعلق على التصريحات، ولن يفعل تجنبا للحرج خاصة بعد ترسيم المكتب الفيدرالي لعقده رغم معارضة البعض للشكل الذي تم به التجديد ومدة العقد، خاصة وأن ديشان سيجد صعوبات في التعامل مع نجمه مبابي الذي اصطف الى جانب زيدان علانية، مثلما تعاطف من قبل مع بنزيمة عند حرمانه من المشاركة في مونديال روسيا 2018 وقطر 2022، الا اذا تضامن مع رئيسه وقرر الرحيل بدوره وفسح المجال أمام تعيين زيدان مدربا للمنتخب الفرنسي لاعادة الهدوء والاستقرار على مستوى الاتحاد والمنتخب الفرنسي.
زيدان لم يتحدث الى الآن، ولا يبدو أنه سيخرج عن صمته، خاصة بعد انتصاره في معركة لم يخضها أصلا، بل خاضها نيابة عنه السياسيون واللاعبون والمدربون، والكثير من الإعلاميين في وسائل الإعلام والجماهير في وسائل التواصل الاجتماعي احتراما له وتقديرا لمشواره كلاعب ومدرب، وكشخصية وطنية تستحق كل الحب.

حفيظ دراجي

القدس العربي 11 يناير 2023

حفيظ دراجي

حفيظ دراجي : اعلامي جزائري، مذيع ومعلق في قنوات bein sports منذ 2008 كاتب صحفي في عديد المواقع والصحف، وقبلها مذيع ومعلق في التلفزيون الجزائري بين 1988 و 2008 ، تقلد مناصب مدير القسم الرياضين مدير الأخبار ونائب للمدير العام

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل