hafid derradji

هل تخلى رياض محرز عن منتخب الجزائر فعلا؟

أثار غياب رياض محرز عن تربّص للمنتخب الجزائري استعداداً لمواجهة أوغندا وتنزانيا في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2023 ردود فعل متباينة في وسائط التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، التي ذهبت غالبيتها إلى اعتبار ذلك بمثابة سقطة أخرى من قائد الفريق الذي تخلّى عن منتخب بلاده في ظروف حرجة حسب أصحابها، بينما ذهب البعض الآخر الى تبنّي حجة الإصابة التي يعاني منها اللاعب وتقتضي إعفاءه من المشاركة في المباراتين القادمتين، حسب تقرير طبي أرسله نادي مانشستر سيتي إلى الاتحاد الجزائري، وهو الأمر الذي أكده المدرب الجزائري جمال بلماضي في ندوته الصحفية البارحة، عندما أعلن أنه لم يستدع محرز  للخضوع للفحص الطبي أو المشاركة مع المنتخب لأنه مصاب حسب فريقه، ولا يمكن إشراكه في المباراتين القادمتين، مؤكداً أن غياب اللاعب ليس حدثاً ولا يريد أن يجعل منه قضية.

قبل الندوة الصحفية لجمال بلماضي ومعرفة موقفه ورأيه في غياب محرز، تردد الكثير من المتابعين عن التعليق إلى غاية الاستماع لموقف المدرب من غياب انتقده الكثير من الإعلاميين والمحللين، خاصة في هذا الظرف الذي يحتاج فيه المنتخب لتكاتف الجميع، بينما تفهمه البعض الآخر ممن اعتبر التبريرات الصحية دبلوماسية بحتة، تعود إلى ظروف نفسية صعبة يمر بها القائد بسبب شعوره بالتقصير بعد الإقصاء من المونديال، في حين ذهب البعض الآخر إلى التنديد بموقف جمال بلماضي الذي بالغ حسبهم في حماية لاعبه وتبرير غيابه والدفاع عنه باعتباره قائد الفريق وصاحب الفضل في عديد الإنجازات حسب تعبيره، وهو في حاجة إلى التعافي واسترجاع كامل لياقته قبل استئناف تحضيرات الموسم الجديد مع فريقه، والعودة إلى المنتخب شهر سبتمبر/أيلول المقبل.

بين هؤلاء وأولئك الإعلاميين والمناصرين، الذين يحق لهم التعبير عن آرائهم ومشاعرهم إثر غياب نجمهم في هذا الوقت، سقطت تكهنات بعض المحللين المتشائمين من الذين لا يترددون في تسويد صورة المدرب وقائد المنتخب والكثير من اللاعبين كل مرة من خلال تحاليلهم واستنتاجاتهم وتخميناتهم الشيطانية التي بلغت درجة التكهن باعتزال محرز اللعب دولياً واتهامه بالتخاذل والتهرب من مسؤولياته قبل سماع رواية المدرب وقراءة تغريدة محرز التي اعتذر فيها للجماهير عن غيابه الاضطراري، على حد تعبيره، في محاولة لامتصاص غضب المناصرين الذين كانوا يتمنون حضور معشوقهم حتى ولو كان مصاباً ليقطع الطريق أمام كل التأويلات ويشجع زملاءه في مباراتهم أمام أوغندا في الجزائر، ويساهم في فتح صفحة جديدة.  

سعياً منه لضخ نَفَس جديد في وقت استدعى سبعة لاعبين جدد يتقدمهم حارس نادي أونجي  أنتوني ماندريا، ولاعب نادي كليرمون حكيم زدادقة، ويانيس حماش نجم نادي بوافيستا البرتغالي، وبلال عمراني مهاجم نادي كلوج الروماني، وبلال براهيمي لاعب نادي نيس الفرنسي، وعبد القهار قادري من كورتري البلجيكي، إضافة إلى استدعاء مهاجم نادي وفاق سطيف رياض بن عياد، المتألق رفقة فريقه في مسابقة دوري أبطال إفريقيا هذا الموسم، وهي المرة الأولى التي يستدعي فيها بلماضي هذا الكم من اللاعبين الجدد؛ ما جعل معدل عمر لاعبيه ينزل إلى 26 سنة وبضعة أشهر، أملاً في تجهيز منتخب تنافسي بعد سنة من الآن في بطولة كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار بقيادة رياض محرز الذي يبقى عنصراً مهماً في منظومة لعب جمال بلماضي.

أما جماهير الكرة فمهما كانت ردود أفعالها على خرجة محرز وتبريرات بلماضي فإنه من حقها أن تغضب وتدعم أو تنتقد المدرب، ومن حقها إلقاء اللوم على محرز، صدقاً وحباً فيهما وفي المنتخب وليس حقداً على المدرب ولاعبيه، أو انتقاماً منهم، لكن يبقى بإمكان محرز رفع الحرج عن مدربه الذي دافع عنه، وعن زملائه لو ينتقل إلى الجزائر السبت المقبل لتشجيع المنتخب الجزائري في خرجته الأولى بعد الإقصاء من مونديال قطر.

حفيظ دراجي

عربي بوست 30 مايو 2022

حفيظ دراجي

حفيظ دراجي : اعلامي جزائري، مذيع ومعلق في قنوات bein sports منذ 2008 كاتب صحفي في عديد المواقع والصحف، وقبلها مذيع ومعلق في التلفزيون الجزائري بين 1988 و 2008 ، تقلد مناصب مدير القسم الرياضين مدير الأخبار ونائب للمدير العام

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل