hafid derradji

الكرة الذهبية تفوز بجائزة ميسي !!

لأول مرة في تاريخ جائزة الكرة الذهبية يثير المتوج جدلاً كبيراً، ولأول مرة لا يلقى المتوج ميسي إجماعا كبيراً على على تتويجه في الأوساط الفنية والإعلامية والجماهيرية، ليس لأنه لايستحق، ولكن لأن البولندي ليفاندوسكي كان يستحقها للموسم الثاني على التوالي بعدما حرم منها السنة الماضية بسبب حجبها لدواعي صحية تتعلق بتفشي وباء كورونا، وهو التوجه الذي أجمع عليه الكثير من المتابعين، إلا أن ادارة جائزة “فرانس فوتبول” الفرنسية تجنبت الخسائر المالية مع الرعاة والمعلنين، حتى ولو تعرضت للكثير من الانتقادات التي طالتها بعد الاعلان عن تتويج ميسي الذي اعتبره البعض تتويجا للجائزة في حد ذاتها حتى لا تفقد قيمتها وسمعتها ومكانتها كواحدة من أهم الأحداث الرياضية والاعلامية في العالم، فازت بجائزة ميسي الذي حافظ على وجودها بتتويجه.


لا أحد يشك في قدرات ميسي الذي يبقى أحد أحسن اللاعبين في العالم، إن لم يكن أحسنهم منذ بداية الألفية، لكنه لم يكن الأحسن على الإطلاق ولم تكن سنة 2021 الأحسن له في تقدير الكثير من المحللين، بل كانت واحدة من أسوأ مواسمه مع البارسا التي فاز معها فقط بكأس الملك، وخسر لقب البطولة وخرج من دور الـ16 لدوري الأبطال بخسارة مذلة أمام باريس سان جيرمان لكنه توج مع الأرجنتين بلقب كوبا أميريكا لأول مرة في مشواره، وهو الأمر الذي سمح له بالتتويج بالجائزة رغم أن غيره توجوا بلقب الهدافين وحققوا بطولات محلية مع فرقهم، ومنهم من فاز بدوري الأبطال وكأس أمم أوروبا على غرار ليفاندوسكي وجورجينيو، في وقت غاب نيمار ومبابي وبنزيمة وصلاح ورونالدو عن منصات التتويج مع أنديتهم ومنتخباتهم.


حتى ميسي في حد ذاته لم يصدق تتويجه بقوله بعد إعلان فوزه “الأمر خارق للعادة أن أكون هنا مجددا، قبل سنتين كنت أعتقد بأنها مواسمي الأخيرة وكانت الناس تسألني متى أعتزل، لكنني أنا بينكم اليوم وأريد تحقيق مزيد من الألقاب والتتويجات مع باريس”، وهو التصريح الذي يؤكد المتاعب التي عاشها الرجل الموسم الماضي مع البارسا وبداية هذا الموسم مع باريس سان جيرمان بسبب مغادرته فريق العمر، وصعوبة تأقلمه مع الأجواء الباريسية الجديدة، قبل أن يحصل على تاجه السابع الذي سيحفزه بدون شك على خوض سنة جديدة يسعى فيها للفوز بدوري الأبطال، وتحقيق حلمه بالتتويج بكأس العالم 2022 قبل اعتزال اللعب مع المنتخب نهائيا، ليفسح المجال لجيل جديد يقوده الفرنسي مبابي والنرويجي هولاند اللذان قد يحرمان ليفاندوسكي وبنزيمة ونيمار وصلاح من حلم التتويج بجائزة الكرة الذهبية.


ما حدث في حفل الكرة الذهبية مؤسف على حد وصف اللاعب الألماني توماس مولر الذي ذكٌر في تصريح له ما حدث لفرانك ريبيري سنة 2013 عندما أبدع وتوج بكل البطولات والألقاب ولم يتوج بالجائزة، في اشارة الى أن روبرت ليفاندوسكي هو من يستحق التتويج بالنظر لأرقامه وابداعه للسنة الثانية على التوالي، لكنه حل ثانيا، متقدما على جورجينيو بطل أوروبا مع إيطاليا وبطل دوري الأبطال مع تشلسي، وبنزيمة المتألق مع الريال والمتوج مع فرنسا بلقب دوري الأمم الأوروبية بعد سبع سنوات من الغياب عن المنتخب، بينما حل رونالدو سادسا ومحمد صلاح سابعا، وهو التصنيف الذي لم يعترض عليه بعض المختصين مثلما اعترضوا على “فوز الكرة الذهبية بميسي” وليس فوز ميسي بالكرة الذهبية، رغم متاعبه مع البارسا طيلة السنة، أفضت الى رحيله الذي أثار جدلا كبيرا وأثر على مستواه ومردوده منذ التحاقه بفريق العاصمة باريس.


جوائز الفيفا نهاية السنة لأفضل لاعب في العالم ستؤكد ان كان ميسي يستحق جائزة “فرانس فوتبول”، أم ستعوض ليفاندوسكي الذي يستحق بدوره التتويج لسنتين متتاليتين، فهل سينصف هذه المرة أم أن الكرة الذهبية ستفوز بميسي مجددا؟

حفيظ دراجي

القدس العربي 2 ديسمبر 2021

حفيظ دراجي

حفيظ دراجي : اعلامي جزائري، مذيع ومعلق في قنوات bein sports منذ 2008 كاتب صحفي في عديد المواقع والصحف، وقبلها مذيع ومعلق في التلفزيون الجزائري بين 1988 و 2008 ، تقلد مناصب مدير القسم الرياضين مدير الأخبار ونائب للمدير العام

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل