hafid derradji

رحيل ميسي يقلب موازين سوق الانتقالات الصيفي؟

لا يزال عشاق ميسي والبرسا تحت الصدمة، لم يصدقوا الخبر المقتضب الأول الذي نشره موقع برشلونة الخميس الماضي حول انتهاء العلاقة التي دامت أكثر من عقدين من الزمن، وفيهم من اعتقد بأن الإعلان عن رحيل الأسطورة كان مجرد وسيلة ضغط على الليغا، التي قررت تحديد سقف رواتب اللاعبين ورفضت تسجيل اللاعب في قائمة ناديه بسبب الأزمة المالية التي يتخبط فيها الفريق، لكن الندوة الصحافية لخوان لابورتا رئيس النادي، صبيحة الجمعة، جاءت لتؤكد أن الطلاق تم فعلا، وميسي لن يستمر مع البرسا رغم اتفاقهما على التجديد لمدة خمس مواسم وموافقة ميسي على تخفيض راتبه، إلا أن إصرار الرابطة على احترام سقف الرواتب حال دون تجسيد الاتفاق، لأنه كان سينعكس سلبا على النادي من الناحية المادية، حسب الرئيس الذي لمح إلى أن البرسا كان دائما أهم من أي لاعب مهما كان على مدى 120 سنة من الوجود..

المؤتمر الصحافي لرئيس النادي أمس بدد كل الشكوك حول إمكانية استمرار ميسي مع البرسا، بل أعطى الانطباع بأن الرحيل لن يؤثر على الفريق، وبأن برسا ما بعد ميسي سيبقى كبيرا وسيكون قويا، يفوز بالألقاب كما كان رغم اعترافه بأن الفريق في حالة كارثية من الناحية المادية، ويقينه بأنه لن يكون من الناحية الفنية والتسويقية مثل ما كان عليه في عهد ميسي الذي كان له الفضل في عديد التتويجات، وكان مصدر دخل كبير للنادي لا يمكن تعويضه، لا يمكن نسيانه، ولا نكران أفضاله، مثل ما لن يتنكر ميسي للبيت الذي كبر فيه وعاش فيه أجمل أيامه، حتى إن لابورتا قال في المؤتمر الصحافي إن ميسي كان حزينا جدا عندما أعلنا عدم قدرتنا على تجديد عقده، بينما لم يصدر لحد الآن أي تعليق عن ميسي ومحيطه المحبط الذي لم يكن يتوقع هذا السيناريو، وإلا لأخذ احتياطاته منذ مدة.

لقد بدأ فعلا عهد البرسا من دون ميسي، الذي صنع أمجاد النادي وأحرز معه 35 لقبا على مدى أكثر من عشرين عاما، وبدأ عهد جديد للدوري الإسباني الذي فقد نيمار سنة 2016، ثم رونالدو قبل ثلاث سنوات، ما سينعكس سلبا على مستواه وجماهيريته ومداخيله وقيمته السوقية التي تهاوت أصلا بسبب تداعيات الوباء والأزمة المالية العالمية التي تعيشها الكرة، ليصبح مجرد دوري عادي بدون نجوم كبار، ويصبح الكلاسيكو مجرد موعد كروي كغيره من المواعيد، في حين سيحتاج ميسي إلى الوقت والجهد لإيجاد بيئة ملائمة له يخوض من خلالها عهدا جديدا، لا يمكن التكهن بطبيعته ومصيره لأنه لم يتسبق له المغامرة مثل رونالدو مثلا، الذي لعب في المان يونايتد والريال واليوفي، وتألق فيها كلها، بينما لم يعرف ميسي سوى فريقا واحدا صار جزءا منه.

رحيل ميسي سينعكس على البرسا والليغا واللاعب في حد ذاته، وربما على أطراف ستمسها اهتزازات الزلزال، ويقلب موازين سوق الانتقالات الصيفي للعديد من الأندية، حيث صار الآن بإمكان كيليان مبابي الرحيل إلى الريال لأن البي أس جي سيكون أول المهتمين والقادرين على انتداب الأرجنتيني، خاصة أن انتقاله سيوفر المال الكافي لاستقدام ميسي الذي لن يقبل بأقل من 50 مليون يورو راتباً سنوياً، في وقت سيلتحق برناردو سيلفا بالبرسا قادما من السيتي، الذي لم يعد مهتما بميسي بعدما انتدب جاك غريليش بأكثر من 120 مليون جنيه إسترليني، وبعدما صار تشلسي منشغلا بصفقة روميلو لوكاكو أكثر من أية صفقة أخرى، بينما ستكتفي الفرق الأخرى بالترقب لمعرفة وجهة ميسي قبل الاستفادة من التداعيات، لأن الفريق الباريسي قد يضطر للاستغناء عن بعض اللاعبين للحفاظ على توازناته المالية، وتجنب اختراق قوانين اللعب النظيف.

رب ضارة للبرسا والليغا، نافعة لمبابي والريال، ونافعة للبي أس جي في سعيه للتتويج بدوري الأبطال، وللدوري الفرنسي الذي سترتفع قيمته السوقية ويتحول إلى قبلة لعشاق البرغوت، الذي لم يكن مجرد لاعب في البارسا، بل معشوقا لكل هواة الكرة في العالم، سيناصرونه أينما حل وارتحل حتى ولو لعب في كوكب زحل أو المريخ، بينما سيحتاج برشلونة إلى إقناع سيرخيو أغويرو بالبقاء، وتجاوز تداعيات صدمة الجماهير، ومزيد من الوقت لصناعة أو انتداب نجم جديد يقود الفريق نحو تحقيق الألقاب التي كان يحصل عليها منذ بداية الألفية، لأنه تأخر في الإعداد لفترة ما بعد ميسي، التي كان يجب أن يحين موعدها.

حفيظ دراجي

العربي الجدي 7 أغسطس 2021

حفيظ دراجي

حفيظ دراجي : اعلامي جزائري، مذيع ومعلق في قنوات bein sports منذ 2008 كاتب صحفي في عديد المواقع والصحف، وقبلها مذيع ومعلق في التلفزيون الجزائري بين 1988 و 2008 ، تقلد مناصب مدير القسم الرياضين مدير الأخبار ونائب للمدير العام

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل