لايزال الدولي الفرنسي كيليان مبابي يصنع الحدث في وسائل الإعلام الفرنسية والاسبانية بالخصوص وسط عناد كبير بين لاعب يرفض التجديد قبل نهاية عقده بسنة، وإدارة ترفض التنازل عنه حتى ولو رحل حرا في نهاية الموسم الجديد، وبين ريال مدريد يترقب الفرصة لتحقيق صفقة تطيل عمر فلورنتينو بيريز في الريال خاصة بعد موسم سيئ وجدل أثارته تسريبات صوتية سابقة يتهكم فيها على نجوم سابقين، وبعد رحيل قلبي الدفاع سيرخيو راموس ورافاييل فاران عن القلعة البيضاء، ما يفسح المجال أمام كل الاحتمالات بما في ذلك إمكانية التحاق رونالدو بالبياسجي لتعويض الرحيل الممكن لإمبابي خلال الأيام المقبلة خاصة بعد عودة ماسيميليانو اليغري لتدريب اليوفي، وهو الذي لم تكن علاقته على مايرام مع النجم البرتغالي في موسمه الثاني مع الفريق.
رونالدو عاد إلى أجواء تدريبات اليوفي منذ أيام لخوض موسمه الأخير وسط أنباء متضاربة عن رحيله، وأخرى عن رغبة الفريق الإيطالي في تجديد عقده مع السيدة العجوز إلى غاية صيف 2023، لكن تسريبات محيط اللاعب تفيد بأنه يريد الرحيل بعد عودة أليغري للإشراف على الفريق، وينتظر فقط تحديد مصير امبابي بين البياسجي والريال ليقرر، ففي حالة استمرار الدولي الفرنسي يقترب البرتغالي من العودة إلى الريال خاصة إذا تخلص من ايدن هازارد، أما في حالة انتقال النجم الفرنسي إلى الريال فستكون الوجهة الجديدة النادي الباريسي الذي كان دوما مهتما باستقدام رونالدو الإسم قبل اللاعب، مثلما كان يهتم كل مرة باستقطاب النجوم على غرار بيكام، إبراهيموفيتش ونيمار.
إدارة اليوفي لم تفصح عن نواياها رغم تلميحات مدربها ورئيسها إلى استمرار رونالدو مع الفريق، واحتمال تجديد عقده قبل نهايته، و ربما هي تترقب بدورها تحديد مصير امبابي بين البياسجي والريال لتتضح الأمور أكثر، لكنها بالمقابل تدرك قيمة استمرار النجم رونالدو مع الفريق في غياب اسم كبير يعوضه في سوق الانتقالات، وقيمة رونالدو الذي سيدر عليها ما لا يقل عن 80 مليون يورو في حالة تحويله إلى البياسجي أو الريال، وهي مداخيل تسمح لها بانتداب لاعبين يحتاجهم اليوفي لمواجهة تحديات الموسم الجديد في ظل المنافسة القوية التي يجدها من الانتر و الميلان وروما ولاتسيو وأتلانتا، ورغبته الكبيرة في العودة إلى الواجهة الأوروبية من خلال دوري أبطال أوروبا.
الريال من جهته قد يضطر لتوجيه البوصلة نحو رونالدو إذا فشل في انتداب امبابي في محاولة لإرضاء الجماهير الغاضبة عليه، خاصة بعد رحيل راموس ورافاييل فاران وتضييعه لقب الدوري المحلي الموسم الماضي، لكن تبقى الأولوية للدولي الفرنسي الذي يرغب بدوره في الالتحاق ببنزيمة في نادي أكبر ينافس على اللقب الأوروبي كل موسم، ويفتح أبواب نجومية أكبر، رغم أن العرض الذي يقترحه عليه النادي الباريسي أكبر بكثير من عرض الريال، والشعبية التي يتمتع بها في فرنسا تغنيه عن البحث عن فريق آخر على الأقل في الوقت الراهن الذي صار فيه البياسجي أحد كبار الأندية الأوروبية، الأقرب للفوز بدوري الأبطال بعد بلوغه نهائي 2020 ونصف نهائي النسخة الماضية.
البياسجي يصر من جهته على رفض رحيل امبابي، ويسعى بكل الوسائل لتجديد عقده هذه الصائفة لسنوات أخرى وهو الذي أنفق من أجله 180 مليون يورو لانتدابه صيف 2018 من موناكو، لذلك يواصل سعيه وعناده، وضغطه الكبير على اللاعب، في سيناريو لا أحد يعرف نهايته، لكن كل شيء يصب في مصلحة امبابي الذي بإمكانه الرحيل حرا الصائفة المقبلة اذا لم يجدد هذه الأيام، وبإمكانه الحصول على ما يريد من مزايا إذا وافق على التجديد على الأقل لموسمين آخرين خاصة وأن حظوظ التتويج بدوري الأبطال تبدو كبيرة بعد انضمام دوناروما وحكيمي وراموس وفاينالدوم، وربما بول بوغبا في الأيام المقبلة.
المعادلة تبدو صعبة ومعقدة لكنها مرتبطة كلها بقرار امبابي ثم إدارة البياسجي، أكثر من ارتباطها بـ الريال ورونالدو واليوفي، ليبقى كل شيئ واردا خلال الأيام المقبلة خاصة وأن رئيس نادي باريس سان جرمان يتولى ملف المفاوضات بنفسه، يصر على عدم الاستغناء عن نجمه، ويعول على عامل الوقت لإقناع امبابي بالتجديد مادام عقده ساري المفعول إلى غاية صائفة 2022، فهل سيتمكن من ذلك؟ وهل سيتراجع فلورنتينو بيريز ويفشل في تحقيق صفقة تطيل من عمره على رأس الريال؟
حفيظ دراجي
القدس العربي 5 أغسطس 2021