hafid derradji

إلى أي مدى سيصل رونالدو؟

ما فعله كريستيانو رونالدو في مباريات الدور الأول من بطولة “يورو 2020“، كان أحد أبرز الإنجازات في مشواره وفي سجل البطولة، من خلال تسجيله 5 أهداف لمنتخب بلاده في ثلاث مباريات ضمن أقوى وأصعب المجموعات التي ضمت ألمانيا وفرنسا. كما أنه عادل رقم الإيراني علي دائي الهداف التاريخي للمنتخبات بـ 109 أهداف، لينفرد بصدارة ترتيب هدافي كأس العالم و”اليورو” برصيد 21 هدفاً، وهو الذي بلغ سن الـ35 من دون أن يتوقف عن تحطيم الأرقام وتحقيق الإنجازات الفردية التي جعلت منه ظاهرة كروية لم يسبق لها مثيل. وربما لا تتكرر بكل ما تحمله من دلالات ومعان وتأكيدات على أن الرجل جاء من كوكب آخر بحس تهديفي فريد من نوعه، لا يبدو أنه سيتوقف عند هذا الحد، بل سيستمر مع منتخب بلاده على الأقل إلى غاية مونديال قطر، ومع يوفنتوس أو “الباريسي” لمواسم أخرى يحقق فيها ألقابا جديدة ويحطم أرقاماً يصعب تحطيمها.

في مواجهة فرنسا في إطار الجولة الثالثة في مجموعة الموت سجل رونالدو ثنائية من ركلتي جزاء سنحت للمنتخب البرتغالي تحقيق التعادل، والتأهل إلى ثمن نهائي بطولة كأس أمم أوروبا كقائد وملهم وهداف، سجل لوحده خمسة أهداف في الدور الأول، وهو رقم أكبر من عدد أهداف فرنسا بطلة العالم. ليخطف رونالدو الأنظار مجدداً ويجعل العالم كله يتحدث عن “الدون” الظاهرة الكروية ويتساءل مجدداً عن المدى الذي سيبلغه رونالدو في سبيل تحطيم الأرقام تلو الواحد تلو الآخر، وكيف تمكن من الاستمرار في هذا الإبداع وهو في هذه السن المتقدمة. الأكيد أن الأمر لم يأتِ صدفة أو عبثا، بل هو نتيجة موهبة خارقة، مصحوبة بجهد كبير وانضباط فريد من نوعه، والتزام متواصل بضروريات المستوى العالي رغم شهرته الواسعة ومداخيله المالية الكبيرة التي جعلت منه أحد أكبر أثرياء اللعبة عبر التاريخ، تسعى للاستفادة من خدماته أكبر الأندية الأوروبية وهو في هذه السن المتقدمة.

العمر في قاموس رونالدو مجرد رقم سيحطمه يوماً بعد يوم ليصبح أكبر لاعب كرة يسجل أهدافا ويحقق ألقابا ويحطم أرقاما بعدما صار الهداف العالمي بـ 109 أهداف في 178 مباراة دولية، ويصبح الهداف التاريخي لمسابقتي كأس العالم وكأس أوروبا للأمم، من بينها هدفان في مرمى ألمانيا وفرنسا لأول مرة في تاريخ مواجهات البرتغال معهما في انتظار التسجيل على إيطاليا وإنكلترا المنتخبين اللذين لن يختم مشواره الكروي من دون التسجيل عليهما. وربما له الفرصة في هذا اليورو لأنه ربما يواجه إيطاليا في ربع النهائي، وإنكلترا في النهائي، إذا تأهلا سوياً، وربما يكون له ذلك في مونديال قطر في انتظار أرقام أخرى مع المنتخب والنوادي التي يلعب لها مستقبلا، بعدما صار الوحيد في العالم الذي توج في موسم واحد بألقاب الدوري والكأس وكأس السوبر ودوري الأبطال وكأس العالم للأندية والكرة الذهبية العالمية والحذاء الذهبي مع فريقين مختلفين هما المان يونايتد والريال، وأول لاعب يفوز بالدوريات المحلية لإنكلترا، وإسبانيا وإيطاليا، في انتظار لقب الدوري الفرنسي في حالة التحاقه بفريق باريس سان جرمان.

17 سنة بعد تسجيله أول أهدافه مع منتخب بلاده في يورو 2004 ضد اليونان، إلى غاية تسجيله ثنائية ضد فرنسا، حطم رونالدو كل الأرقام ونال كل الألقاب، في انتظار اللقب الأغلى والأكبر وهو التتويج بكأس العالم مع البرتغال، بينما يبقى الرقم الجديد الذي ينقصه هو تجاوز سن الأربعين في المستوى العالي ليصبح أكبر لاعب دولي يفوز بكأس العالم في مونديال 2026 بعد دينو زوف سنة 1982. وربما سيواصل بعد سن الأربعين في تحطيم أرقام أخرى لا تخطر على بال أحد، يصعب تحطيمها بعده لأنه رفع السقف عاليا بموهبته أولا ثم انضباطه والتزامه وتركيزه وتواضعه، وجهده الكبير الذي لم يتغير في التدريبات على مدى عقدين من الزمن في أكبر النوادي والدوريات، لم ينافسه فيه سوى ميسي، بل لم ينافسه سوى كريستيانو رونالدو، الذي سيسعى لتحطيم أرقام رونالدو.

حفيظ دراجي

العربي الجديد 27 يونيو 2021

حفيظ دراجي

حفيظ دراجي : اعلامي جزائري، مذيع ومعلق في قنوات bein sports منذ 2008 كاتب صحفي في عديد المواقع والصحف، وقبلها مذيع ومعلق في التلفزيون الجزائري بين 1988 و 2008 ، تقلد مناصب مدير القسم الرياضين مدير الأخبار ونائب للمدير العام

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل