hafid derradji

عقد ميسي ينتهي هذا الأربعاء 30 يونيو!!

ينتهي الأربعاء القادم، 30 يونيو/حزيران، عقد ليونيل ميسي مع برشلونة دون أن يتم الإعلان عن تمديد العلاقة أو فضّها، رغم بعض التسريبات التي تتحدث عن التوصل إلى اتفاق مبدئي بين الطرفين لمواصلة مشوار النجم الأرجنتيني لموسمين إضافيين مع فريق العمر، وأن هناك بعض البنود البسيطة في العقد الجديد لم يتم التوافق بشأنها حتى الآن، خاصةً ما تعلق بمبلغ الصفقة وراتبه بسبب الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها الفريق، والتي يتفهمها ميسي ولا يريد الظهور بمظهر اللاعب الذي تهمه مصلحته فقط بشرط تحقيق رغباته في دعم الفريق بعدما وافق على منح فرصة أخرى للمدرب الهولندي رونالد كومان ووافق على استقدام أغويرو، لكن المتتبعين لم يقدروا على تبرير استمرار “السوسبانس” في ظل الصمت الذي يلتزم به اللاعب ومحيطه والضغوط الجماهيرية والإعلامية التي تتعرض لها إدارة خوان لابورتا.

بوادر التجديد ظهرت منذ تراجع غوارديولا عن فكرة التعاقد مع ميسي وتوجهه نحو السعي لانتداب جاك غريليش، لاعب أستون فيلا، وهو نفس التوجه الذي ذهب إليه نادي باريس سان جيرمان المنشغل بالسعي للاحتفاظ بنجمه إمبابي، أو تعويضه بالبرتغالي رونالدو والإسباني راموس، في وقت تمكّن البرسا من تدعيم صفوفه بمهاجم ليون الهولندي ممفيس ديباي في صفقة حرة لم تكلف شيئاً، ومدافع السيتي الدولي رودي غارسيا، وإيمرسون ظهير ريال بيتيس، بالإضافة إلى مهاجم السيتي سيرجيو أغويرو الذي شكّل انتدابه إشارة واضحة لاستمرار ميسي الذي وافق على التحاق مواطنه به، في انتظار التخلص من بعض اللاعبين الذين لم تعد لهم جدوى فنية ويتقاضون رواتب تثقل كاهل الفريق على غرار المهاجم الدنماركي مارتن بريثويت، ووسط الميدان جونيور فيربو، والمدافع صامويل أومتيتي.

خوان لابورتا يصارع الزمن هذه الأيام لتنظيف بيت البرسا وتهيئة الظروف لاستمرار ميسي ولو لموسمين إضافيين فقط مع الحفاظ على التوازنات المالية للنادي، حتى ولو اقتضى الأمر التخلص من البرازيلي كوتينيو، والبوسني ميراليم بيانيتش، والدولي الإسباني سيرجي روبيرتو، لإنعاش الخزينة التي أثقلتها الديون نتيجة تراجع المداخيل بسبب تداعيات وباء كورونا وإخفاق الفريق في تحقيق لقب البطولة لموسمين متتاليين، نال فيهما لقباً واحداً وهو كأس الملك، وأخفق في بلوغ أدوار متقدمة في دوري الأبطال، لذلك سيشكل رحيل ميسي كارثة على الفريق من كل الجوانب، لا يريد لابورتا أن يتحمل مسؤوليتها حتى ولو كلفه ذلك التخلص من نصف عدد اللاعبين الحاليين من أجل عيون ميسي الذي صار النجم الأوحد منذ رحيل تشافي، وإنييستا، ونيمار دون أن يتمكن الفريق من تعويضهم.

أما ميسي المتواجد مع منتخب بلاده في البرازيل لخوض مباريات كوبا أمريكا، فيبدو أنه اتخذ قرار التمديد منذ مدة، وسيعلن عن ذلك في الأول من يوليو/تموز، بعدما تراجع السيتي والبياسجي عن الاهتمام به، وأدرك أن رحيله في الوقت الراهن وسط الظروف الصعبة التي يمر بها النادي سيشكل صدمة، تؤدي إلى تراجع شعبيته، وتنعكس سلباً على فريق العمر الذي كانت أفضاله عليه كبيرة قبل 17 سنة من الآن، خاصة أن أسباب مغادرته بدأت تتلاشى منذ رحيل الرئيس السابق جوسيب بارتوميو، وتبين للجميع أن استمرار البرسا من دون ميسي في الوقت الراهن أمر مستحيل، مثلما يبدو مستبعداً تصور ميسي بألوان قميص آخر إلى إشعار آخر، قد لا يحدث إلى أن يعتزل ميسي الذي اتضح مع الوقت أنه لا ينوى المغامرة والمغادرة ، ويدرك أن الكل متمسك به. 

صحيح لا يمكن مقارنة علاقة ميسي مع البرسا بعلاقات لاعبين آخرين مع نواديهم حتى ولو كان رونالدو، لكن في الكرة يبقى كل شيء وارد، وبإمكان ميسي أن يغادر لسبب أو لآخر مثلما غادر رونالدو الريال باتجاه اليوفي، وقبله مغادرة ديفيد بيكام للمان يونايتد باتجاه الريال، وكذا رحيل لاعبين آخرين كان يصعب تصورهم خارج أسوار فرقهم الأصلية لأسباب شخصية وفنية وحتى مادية لأنه لا توجد حالياً سوى ثلاثة فرق قادرة على الاستجابة لمطالب ميسي المالية وهي: السيتي وتشلسي والبياسجي، خاصة أن اللاعب صار حراً بإمكانه المغادرة دون مقابل.

الكثير من المتتبعين يعتقدون بأن ميسي سينهي مشواره في البرسا، خاصة إذا استعاد الفريق عافيته الفنية وصار ينافس على الألقاب والبطولات التي تعود عليها الأرجنتيني مع ناديه، لكن البعض الآخر يتوقع انتقاله إلى الدوري الأمريكي بعد موسمين أو ثلاثة للعيش في الولايات المتحدة الأمريكية استجابة لرغبة العائلة التي تريد الهروب من الضغوط الجماهيرية والإعلامية التي تلاحقها في برشلونة منذ أكثر من خمسة عشر سنة. وعندما يرحل ميسي عن البرسا والدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا ستطوى واحدة من أجمل صفحات كرة القدم العالمية، خاصة إذا رافقه كريستيانو رونالدو ولحقه إلى أمريكا وهو السيناريو الأقرب الذي يسعى إليه الأمريكيون أملاً في تكرار ما فعلوه مع بيلي وأوزيبيو، وبيكنباور وكرويف وماثيوس وغيرهم من اللاعبين الذين أنهوا مشاويرهم في بلد العم سام.

في انتظار ذلك تبقى قلوب عشاق البرسا وعقولهم معلقة تترقب الخبر السعيد في الأول من يوليو، حتى ولو كان لموسمين إضافيين فقط، في انتظار إيجاد البديل لأنها لا تريد أن تتصور فريقها من دون ميسي على الأقل في الوقت الراهن، ولا تريد أن يتكرر سيناريو الموسم الماضي الذي كان أحد أصعب وأسوأ المواسم منذ بداية الألفية.

حفيظ دراجي

عربي بوست 28 يونيو 2021

حفيظ دراجي

حفيظ دراجي : اعلامي جزائري، مذيع ومعلق في قنوات bein sports منذ 2008 كاتب صحفي في عديد المواقع والصحف، وقبلها مذيع ومعلق في التلفزيون الجزائري بين 1988 و 2008 ، تقلد مناصب مدير القسم الرياضين مدير الأخبار ونائب للمدير العام

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل