تصريح نيمار الذي عبر فيه عن أمنيته اللعب مجددا مع ميسي ابتداء من الموسم المقبل، فتح الباب على احتمالات جديدة تقلب كل التكهنات والسيناريوهات التي كانت تتحدث بالأساس عن انتقال ميسي الى المان سيتي نهاية هذا الموسم بعد المتاعب التي يعيشها النجم الأرجنتيني وفريقه منذ الموسم الماضي، وهو التصريح الذي يفتح باب التكهنات نحو انتقال ميسي الى البيسجي أو عودة نيمار الى برشلونة، أو حتى انتقال ميسي للعب في اليوفي برفقة رونالدو، وهو الاحتمال الثالث الذي ظهر مؤخرا في محيط النادي الايطالي كمفاجأة مخالفة لكل التكهنات والتوقعات التي يبقى فيها ميسي أساس التغييرات المرتقبة نهاية هذا الموسم، والتي لا يقدر عليها ماديا سوى البيسجي واليوفي والمان سيتي وربما الانتر بسبب الأزمة المالية الخانقة التي خلفها وباء كورونا لحد الأن.
عودة نيمار الى برشلونة تبقى مستبعدة الى حد بعيد، وكل المؤشرات توحي بقرب رحيل نجمها ميسي الذي سيصبح لاعبا حرا اذا فشلت الادارة المؤقتة في تجديد عقده قبل يناير/كانون الثاني المقبل خاصة بعد تصريح كارليس توسكيتس الرئيس المؤقت الذي حاول التفاوض مع ميسي ولم يوفق، ما دفعه للقول ان “ميسي هو الذي طلب الرحيل وليس البارسا من قرر التخلي عنه، كما أن راتبه مرتفع جدا يثقل كاهل الفريق الذي يعاني أزمة مالية كبيرة تتطلب بيعه لإنقاذ البارسا”، وهو تصريح وصفته القناة الكتالونية بالتافه، وندد به أعضاء مجلس الادارة لأنه سيزيد من اصرار ميسي على الرحيل في وقت لم يبدي علنا أي فريق رغبته في انتدابه ما سيؤدي الى رحيله مجانا.
استمرار ميسي مع البارسا يتطلب أموالا كثيرة لتجديد عقده وزيادة راتبه، الا اذا تخلص من غريزمان الذي لم يتأقلم مع الفريق، وعثمان ديمبيلي الذي كلف النادي 100 مليون يورو سنة 2017 لكنه غاب عن اللعب لمدة 512 يوماً بسبب الاصابات التسع المتكررة التي تعرض لها، وهو الأمر الذي يبدو معقدا رغم وعود المرشحين لرئاسة النادي في حملتهم الانتخابية والتي تركز كلها على السعي للمحافظة على ميسي، كما أن عودة نيمار للعب مع ميسي في البارسا تبدو بعيدة المنال في الظروف المالية الحالية التي يمر بها الفريق الكتالوني واصرار ميسي على الرحيل، اضافة الى استبعاد فكرة رحيل نيمار عن البيسجي الذي لا يفرط في نجمه، بل هو مستعد وقادر على استقدام ميسي لتحقيق حلم نيمار والجمع بين الثلاثي الأفضل في العالم حاليا عندما يضاف لهما الجوهرة كليان مبابي.
ادارة البيسجي التي جعلت من النادي الباريسي قبلة لعديد نجوم العالم على غرار ابراهيموفيش وديفيد بيكهام ونيمار، قادرة على تحقيق الأمنية، وقادرة حتى على استقطاب رونالدو لينهي مشواره مع ميسي سويا في سيناريو يحلم به الكثير من عشاق الكرة بعد سنوات طويلة من المنافسة بينهما، حتى ولو اقتضى الأمر الاستغناء عن مبابي والأرجنتينيين ايكاردي ودي ماريا للحصول على موارد يحافظ بها النادي على توازناته المالية وتجنبه اختراق قانون اللعب المالي النظيف، خاصة وأن قيمة صفقة بيع الدولي الفرنسي قد تتجاوز 250 مليون يورو يمكن للريال وليفربول دفعها حتى ولو اقتضى الأمر الاستغناء عن بعض نجومهما.
الفريق الباريسي قادر ماديا على خلط كل الأوراق ومنح راتب سنوي يفوق 15 مليون يورو لرونالدو وميسي، لكن المان سيتي الانكليزي من جهته سيكون الفريق الثاني القادر على منافسة البيسجي للظفر بخدمات ميسي حتى ولو اقتضى الأمر التخلي عن رياض محرز وبيرناردو سيلفا وسيرخيو أغويرو للحصول على موارد تجنبه المتاعب التي عانى مها سابقا مع قانون اللعب المالي النظيف، وكادت تقصيه من دوري الأبطال لموسمين كاملين. أما الفريق الجدي الثالث القادر على قلب الموازين ودخول المعادلة كطرف فاعل في صفقة ميسي فهو يوفنتوس تورينو الذي يسعى لمراوغة السيتي والبيسجي وتجسيد صفقة القرن بانتداب الظاهرة ليلتحق بالجوهرة رونالدو على الأقل لموسم واحد أو موسمين.
الأمنيات تعددت وتضاربت بين برشلونة الذي يسعى للحفاظ على ميسي ثم استعادة نيمار، وبين السيتي الذي يريد ميسي لتحقيق دوري الأبطال، وبين البيسجي الذي لن يكتفي بانتداب ميسي، بل سيكون بإمكانه الجمع بينه وبين نيمار حتى ولو كلفه ذلك الاستغناء عن مبابي، بدون أن ننسى قدرات اليوفي على تحقيق أحلام عشاق الكرة العالمية بالجمع بين رونالدو وميسي الذي يبقى الثابت الوحيد في كل المعادلات والبقية مجرد تفاصيل وارتدادات لهزة أرضية مرتقبة تغير الخارطة الكروية الأوروبية. فهل سيتحقق حلم نيمار باللعب مع ميسي في البارسا أو البيسجي؟ هل سيلعب رونالدو مع ميسي يوما؟ وهل سيكون ذلك في البيسجي أم اليوفي؟ أم أن القرار الأول والأخير يبقى فعلا بيد ميسي دون غيره؟
حفيظ دراجي
القدس العربي 10 ديسمبر 2020