hafid derradji

ماذا يعني استمرار غوارديولا مع السيتي؟

اعلان مانشستر سيتي تجديد عقد مدربه الاسباني بيب غوارديولا لموسمين اضافيين إلى غاية 2023 يبعث رسائل وينهي جدلا، ويفتح أبوابا ويغلق أخرى على الأقل في المستقبل القريب، تتعلق بالمدرب ذاته، وفريقه السيتي واليوفي والبيسجي والبارسا وميسي ومحرز، وربما قد يؤجل تتويج الفريق الانكليزي بدوري الأبطال بسبب فلسفة غوارديولا وخياراته غير الموفقة التي حرمته من التتويج باللقب الذي جاء من أجله سنة 2016، رغم الموارد المالية الكبيرة التي وضعت تحت تصرفه، وانفاقه لما يقارب مليار يورو في عهده من أجل استقطاب نجوم كبار تحلم بهم أندية أخرى، لكنه خرج الموسم الماضي في ربع النهائي على يد ليون الفرنسي، وقبله في اللحظات الأخيرة أمام توتنهام بسبب سوء تقدير وسوء تسيير لمباريات كانت تبدو في متناول المان سيتي.


تجديد غوارديولا مع السيتي يعني أن الرجل لن يعود على الأقل على المدى القريب إلى فريق القلب برشلونة، ولن ينتقل إلى اليوفي أو البيسجي اللذين تواصلا معه مؤخرا للاستفادة من خدماته، وهي الورقة التي استغلها المدرب الاسباني للحصول على امتيازات أخرى من ادارة النادي مقابل التجديد، فكانت له زيادة معتبرة في الراتب، ومكافأة مقدارها ثمانية ملايين يورو في حال فوزه بدوري الأبطال، اضافة إلى بند يسمح له بالمغادرة قبل نهاية عقده الجديد حتى يبقى الباب مفتوحا للرحيل إلى وجهة أخرى يريدها بعد 2022 بعدما فاز بلقبي البريميرليغ وكأس انكلترا و 3 كؤوس للرابطة الانكليزية وكأسين للدرع الخيرية، وحصل على مكانة وسط كبار المدربين في أكبر دوري في العالم بدون التتويج بلقب دوري الأبطال الذي فاز به مرتين برفقة ميسي في بداية مشواره التدريبي.


تجديد غوارديولا إلى غاية صيف 2023 قد يعني أيضا قرب انتقال ميسي إلى السيتي لثلاثة مواسم رغم التقارير الاعلامية الأخيرة التي تتحدث عن تراجع الفريق الانكليزي عن التعاقد معه بسبب سنه وتكلفته وراتبه المرتفع، ورغم تصريحات المدرب الاسباني التي تمنى فيها استمرار الأرجنتيني مع برشلونة، والذي اعتبره المتابعون مجرد كلام للاستهلاك يسعى من خلاله تجنب سخط ادارة وجماهير البارسا والتملص من مسؤولية رحيل ميسي الذي يتأكد اقتراب موعده كل يوم، خاصة مع النتائج المتواضعة للفريق الكتالوني وتراجع أداء نجمه منذ بداية الموسم، اضافة إلى متاعبه المتراكمة وشعوره بالملل بسبب ربط اسمه بكل المشاكل التي تحدث داخل أسوار النادي، ما دفع به للتصريح مؤخرا بأنه تعب من كونه صار مصدر كل مشاكل الفريق.


كل المؤشرات تشير إلى قرب رحيل ميسي عن البارسا مع تجديد غوارديولا لعقده رغم ما تداولته وسائل الاعلام الانكليزية والعالمية من تقارير عن تراجع السيتي، بينما تحدثت مصادر أخرى عن استراتيجية مفضوحة لتخفيض قيمة مبلغ الانتقال اذا حدث في يناير/كانون الثاني المقبل، علما أن البيسجي والانتر لن يترددا في الظفر بالصفقة اذا تراجع أو تردد السيتي في فعل ذلك، خاصة وأن ميسي رحل عن برشلونة بعقله وقلبه في انتظار رحيل الجسد الذي لم يعد يقوى على الجري بدون كرة بقميص البلاوغرانا بسبب تراكمات هموم ومتاعب قد تكون سببا في تراجع نتائج البارسا بعدما تراجع مستواه الذي سيزداد أكثر بعد اصابة الثنائي بيكي وفاتي التي ستبعدهما عن التشكيلة لعدة شهور وتراجع مردود غريزمان.


تجديد غوارديولا والتحاق ميسي بالسيتي سيفتح الباب أيضا أمام رحيل رياض محرز إلى يوفنتوس الذي عاد ليبدي استعداده للتعاقد مع النجم الجزائري حتى ولو اقتضى الأمر التخلص من الأرجنتيني باولو ديبالا، في وقت اهتزت العلاقة بين غوارديولا والنجم الجزائري بسبب فقدان الثقة بين الرجلين والتي أدت إلى تراجع مردود محرز مع فريقه مقارنة بما يفعله مع المنتخب الجزائري، ومقارنة بقدراته الفنية الخارقة التي ستكون أيضا محل اهتمام من طرف أندية انكليزية واسبانية بدءاً من الميركاتو الشتوي المقبل، رغم التحفظ الذي يلتزم به غوارديولا والتزام رياض محرز الصمت كعادته بعد واقعة ليفربول التي تابعها الدولي الجزائري على شاشة التلفزيون في بيته.


المتشائمون من عشاق السيتي يعتقدون أن استمرار غوارديولا مدربا لفريقهم إلى غاية 2023 يعني حرمان الفريق من التتويج بدوري الأبطال بسبب فشله المتكرر والذي قد يستمر في ظل خياراته الفنية الخاطئة وتغييراته المتكررة على التشكيلة الأساسية التي أفقدت لاعبيه توازنهم وثقتهم، كما أن عدم قدرته على التنويع في نظام اللعب واعتماد أسلوب لعب جديد سيكرس الفكرة، بعدما تراجع المردود وتراجعت النتائج، حيث لم يتمكن من تسجيل سوى عشرة أهداف، تلقى فيها أحد عشر هدفا في ثماني مباريات، وهو الأمر الذي لم يحدث للفريق على مدى أكثر عقدين من الزمن، ما يؤكد الخلل الواضح في منظومة اللعب المكشوفة التي ينتهجها غوارديولا مع السيتي.

فهل سيؤجل تجديد غوارديولا لعقده مع السيتي، أم سيعجل بتتويج الفريق بدوري الأبطال؟ وهل سيكون ميسي الحل بعد أربع سنوات من الاخفاق رغم الانفاق؟ أم أن الحل سيكون في رحيل غوارديولا عن السيتي، وليس في استقدام ميسي؟

حفيظ دراجي

القدس العربي 26 نوفمبر 2020

حفيظ دراجي

حفيظ دراجي : اعلامي جزائري، مذيع ومعلق في قنوات bein sports منذ 2008 كاتب صحفي في عديد المواقع والصحف، وقبلها مذيع ومعلق في التلفزيون الجزائري بين 1988 و 2008 ، تقلد مناصب مدير القسم الرياضين مدير الأخبار ونائب للمدير العام

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل