حزبنة هي الجزائر لرحيل المجاهد الرائد لخضر بورقعة أحد صناع ثورة التحرير المجيدة.. حزينة لرحيل وأحد أكبر دعائم حراك شعبنا المبارك.. حزينة لأن شعبها لم يتمكن من تشييعه بالملايين الى مثواه الأخير بسبب تفشي الوباء .. (ومع ذلك كانوا بالألاف) ودعوات الملايين ستلاحقه وترافقه الى يوم الدين..
الشعب لم يحزن لفراقه لأنه يؤمن بأن الموت حق، لكنه حزين لأن الرجل لن يشهد تلك الجزائر التي كان يحلم بها الشهداء. شوهوا صورته وسجنوه وحاولوا اهانته لكنه بقي صامدا شامخا ثابتا، صمود وشموخ وثبات الجبال التي احتضنته أيام الثورة كما احتضنه جيل الاستقلال عرفانا وتقديرا واحتراما لمواقفه التي رسخت روحا ثورية في شباب الحراك.
وداعا للرجل الذي كافح ضد الاستعمار، وقاوم “الاستبداد والاستدمار” في زمن الاستقلال، و وقف الى جانب الشعب في ثورته السلمية البيضاء فكان أخر كلامه ” حافظوا على بلدكم، لا تخربوا وطنكم، النصر قادم والتغيير سيحدث لا محالة” لقد أوصى بدفنه في مقبرة سيدي يحي بعيدا عن مقبرة الشهداء بالعاليا، التي يرقد فيها من سجنوه ظلما وكأنه لم يغفر لهم ظلمهم واستبدادهم وجبروتهم، فحظي بجنازة شعبية مهيبة في شهر نوفمبر الذي اختاره له الله ليرحل فيه ويلتحق باخوانه المجاهدين الشهداء
لقد أديت واجبك وأكثر ونحن نقدر لك ذلك، وسنسعى من بعدك من أجل القيام بنصف الواجب على الأقل .
يمضي الرجال ويبقى النهج والمواقف والأثر.
( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )
انا لله وانا اليه راجعون
حفيظ دراجي
5 نوفمبر 2020