كنت اتمنى ان يلقي الرئيس خطابا للأمة في ذكرى عيد الاستقلال والشباب، أو يجري حوارا مع التلفزيون العمومي عوض إجراء حوار مع فرانس 24 في هذا الظرف بالذات !!_ لو كنت مكان الرئيس لجعلت من مناسبة الاحتفال بذكرى عيدي الاستقلال والشباب فرصة لالقاء خطاب للأمة لتحديد ورقة الطريق والكشف عن رؤية جزائر 2030 على الأقل ..
_ لو كنت مكان الرئيس لجعلت من المناسبة العظيمة فرصة لإعلان عفو عام على كل سجناء الرأي ونشطاء الحراك كعربون حسن نية تجاه شعب كان له الفضل الكبير في تكسير جدار الخوف وترحيل بوتفليقة وسجن بعض رموز نظامه، وكل الفضل في إعطاء أجمل صورة عن جزائر ما بعد الاستقلال بفضل حراكه المبارك
_ لو كنت مكان الرئيس لاعتذرت (رمزيا) باسم الدولة في خطاب للأمة، لكل مواطن جزائري ظلم أو شعر بالظلم من طرف مسؤولي مؤسسات الدولة منذ الاستقلال الى اليوم:
أعتذر باسم الادولة لكل من تضرر في أحداث 1962/ 1963 / 1965 وسبعينيات القرن الماضي.. أعتذر باسم الأمة لكل من تضرر بسبب أحداث أكتوبر 1988 .. أعتذر باسم الأمة لكل من تضرر من مأساة العشرية السوداء.. أعتذر باسم الأمة لكل من تضرر في أحداث منطقة القبائل في بداية الثمانينيات 1981 وبداية الألفية 2001 .. أعتذر باسم الأمة لأهالي ضحايا أحداث غرداية .. أعتذر باسم الأمة لكل من تضرر في الحراك الشعبي الوطني المبارك ..
الاعتذار يكون رمزيا باسم الدولة على كل تقصير تسببت فيه السلطة تجاه الشعب والوطن منذ الاستقلال، ويكون الاعتذار لكل مواطن تعرض للأذى في حياته وحريته وكرامته وممتلكاته، ولكل من تعرض للتعسف في استعمال السلطة من طرف المسؤولين في مختلف مؤسسات الدولة .
أرى أن دون الإقرار والاعتذار للشعب، لن يحدث التصالح مع الذات ومع الماضي والحاضر حتى يكون المستقبل شفافا، ولا يمكننا استعادة الثقة لبناء الجزائر التي كان يحلم به أجدادنا ويريدها أولادنا اليوم . إن الفرص تتكرر في مناسباتنا الوطنية وعلينا الاستفادة منها بجدية لاستعادة ما ضاع منا واستدراك ما بقي، ولجبر خواطر هذا الشعب الأبي، الشعب العظيم الذي صبر وأصفح وسامح، ويستحق أن نتوسل اليه حتى يقبل الاعتذار ..
حفيظ دراجي
5 يوليو 2020