المتتبع لما يحدث في أمريكا من عنف في التظاهر والاحتجاج اثر مقتل جورج فلويد يدرك قيمة الحراك الشعبي في الجزائر وحجم الوعي الذي بلغه شعبنا رغم الأذى الذي تعرض له طيلة عقدين من الزمن، لذلك نجدد الدعوة كل مرة للحفاظ على حراك 22 فبرير والتمسك بفكره وروحه ومبادئه السلمية/الوطنية/الموحدة/المتنوعة/ والثرية بالأفكار والمقترحات الكفيلة بتحقيق الجزائر المنشودة.
كل ثورات العالم عبر التاريخ اندلعت لسبب مباشر، لكن كلها كانت نتاج لتراكمات وهموم، في أمريكا كان مقتل جورج فلويد سببا مباشرا لكن انتفاضة الشعب الأمريكي تعود الى تراكمات عديدة واختلالات متنوعة يعيشها المجتمع الأمريكي،، أما عندنا فقد كانت العهدة الخامسة هي السبب المباشر لانتفاضة الشعب، لكن كل شيئ كان يوحي وينذر بثورة شعبية بعد تراكم الظلم والفساد والرداءة والاستفزاز الذي نتمنى أن يتوقف، خاصة وأن الجزائر والجزائريين مقبلين على ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، تقتضي توافقا وانسجاما يمران عبر اجراءات تهدئة جريئة وعميقة تستقطب الحراك ولا تعاديه أو تخونه وتضيق عليه، حتى يبقى سلميا وطنيا وحضاريا يرافق بدوره كل النوايا الحسنة.
حفيظ دراجي
3 يونيو 2020