رد فعل الشعب الجزائري في وسائط التواصل الاجتماعي كان كافيا للرد على المعالجة اللامهنية لقناة (فرانس 5 ) للحراك الشعبي العظيم، أما رد الفعل الرسمي للسلطة فقط كان امتداد لرد الفعل الشعبي، أعطى الموضوع أكثر من حجمه عندما تم إستدعاء سفير الجزائر في باريس للتشاور ولم يتم استدعاء سفير فرنسا في الجزائر ..
حتى لا نزايد على بعضنا البعض فإننا نقف مع سلطات بلادنا في مواقفها الخارجية مهما كانت طبيعتها وحجمها، لكن الأمر لم يكن يستدعي كل هذه “الهالة” السياسية لأن جواب السلطات الفرنسية على الاحتجاج الرسمي سيكون بتذكيرنا بأن صحافتها حرة في التعاطي مع الأحداث، لذلك كان علينا أن نقوي صحافتنا العمومية والخاصة ونسمح لها بمعالجة قضايانا وتغطية الحراك والتعاطي معه، عوض التضييق على القنوات والصحف والمواقع، كان علينا بتحصين جبهتنا الداخلية من خلال تحقيق الانسجام الاجتماعي بين السلطة والشعب عوض التصعيد والمواجهة، وممارسة التضليل والتخوين والتخويف والتشكيك..
أتمنى أن لا يكون قرار السلطات الجزائرية مجرد سيناريو لامتصاص غضب الشارع من مجرد روبورتاج تلفزيوني، لا يجب أن يزعزع الدولة و الشعب ويشكك في حراك سيبقى أحد اكبر إنجازات الشعب الجزائري عبر التاريخ ، أعاد له اعتباره وكرامته وجعله يفتخر بحزائريته بعدما أهانها نظام عفن أساء للجزائر وشعبها وحراكها قبل أن تفعل ذلك (فرانس 5)..
قبل استدعاء سفيرنا في باريس علينا استدعاء محلل جزائري طلع في قناة جزائرية يتحدث عن حراك تم التخطيط له في فرنسا من طرف أيادي خارجية على حد تعبيره، وفي ذلك تهكم على رئيس اعتبر الحراك مباركا و وعد بدسترته، وانتقاص من قيمة جهاز مخابرات لم يتفطن لذلك وقيادة أركان كانت دائما تعد بمرافقة الحراك، أما التهكم الكبير فقد كان على شعب بأكمله انساق وراء حراك من صنع أيادي خارجية على حد تعبير محللنا!!
مثل هكذا تحاليل ستزيد الحراك قوة وقناعة بضرورة مواصلة النضال من أجل تحرير الجزائر فعلا من التبعية لفرنسا ، وتحرير عقول وقلوب ونفوس هؤلاء وأولئك من كل الأمراض، ومواصلة النضال لأجل تحرير كل نشطاء الحراك ومعتقلي الرأي . “لما تصدح مثل الديك في الداخل يمكنك أن تصدح مثل الديك في الخارج”
حفيظ دراجي
28 مايو 2020