hafid derradji

المنطق يفصل بين العقل والقلب لساديو ماني!

لأول مرة منذ سنوات طويلة اختلف هواة الكرة في القارة السمراء حول هوية من يستحق جائزة أفضل لاعب افريقي بين السنغالي ساديو ماني والجزائري رياض محرز وحامل الجائزة المصري محمد صلاح، في وقت اقتنع الكثيرون بأحقية الأسد السنغالي في التتويج عند اختياره الأفضل قاريا، لأنه كان فعلا الأفضل رغم المنافسة الكبيرة من زميله وشريكه في إنجازات ليفربول محمد صلاح، ومنافسه في الدوري الإنكليزي وفي نهائي كأس أمم افريقيا محرز.


التوافق من عدمه بين المتابعين كان فنيا بسبب تقارب مستوى المرشحين الثلاثة وتألقهم طيلة السنة مع ليفربول والسيتي محليا وأوروبيا، بين السنغال والجزائر في كاس أمم افريقيا، بينهم في الدوري الانكليزي ودوري الأبطال الأوربي وكأس العالم للأندية، أما التكهنات والاختلافات في الأوساط الجماهيرية والإعلامية فكانت عاطفية في أوساط تحكمها المشاعر الذاتية خاصة بين عشاق صلاح ومحرز الذين حسم بينهما تتويج ماني المستحق الذي خفف بينهم الاحتقان في وسائط التواصل الاجتماعي ما دام الكل أقر بأحقية الأسد الأسمراني في التتويج بعد احتلاله المركز الرابع عالميا في جائزة الفيفا.


الغلبة في نهاية الأمر كانت للعقل والمنطق وليس للمشاعر والعواطف بتتويج السنغالي ساديو ماني بلقب أفضل لاعب افريقي لسنة 2019 التي لعب فيها 61 مباراة سجل فيها 34 هدفا، متوجا مع ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا والكأس السوبر الأوروبي وكاس العالم للأندية، ومتحصلا على لقب هداف الدوري الإنكليزي مشاركة مع صلاح وأوباميانغ، من دون أن ننسى احتلاله المركز الرابع في ترتيب جائزة أفضل لاعب في العالم بعد ميسي فان دايك ورونالدو. اخفاق السنغالي في التتويج ببطولة كأس أمم افريقيا لم يمنعه من التتويج بالجائزة، وتتويج رياض محرز باللقب الافريقي لم يشفع له للفوز بالجائزة وهو الذي كان ضمن العشرة الأوائل في التصنيف العالمي اثر تتويجه بألقاب الدوري الإنكليزي الممتاز، وكأس الاتحاد الإنكليزي وكاس الرابطة والدرع الاجتماعية.


البعض كان يعتقد أن محرز يستحق التتويج بالجائزة لأنه المتوج بكأس أمم افريقيا مع الجزائر إضافة الى تتويجاته مع المان سيتي رغم مشاركاته احتياطيا في غالب الأحيان، لكن اعتماد معيار التألق والتتويج القاري كان سيمنح الجائزة للجزائري يوسف بلايلي المتوج بدوري الابطال مع الترجي وكاس أمم افريقيا مع الجزائر والذي كان من نصيبه لقب أفضل لاعب محلي في القارة السمراء. كما أن الجائزة كانت دائما تمنح للمتألق والمتوج بالبطولات العالمية وليس بالضرورة الافريقية، خاصة منذ صار الأفارقة يصنعون أمجاد الأندية الأوربية الكبرى على غرار ماني ومحرز وصلاح وزياش وأوباميانغ وغيرهم.


أما حامل الجائزة المصري محمد صلاح الذي جاء في المركز الثاني والغائب بدون مبرر عن الحفل الذي احتضنته مصر، فكان يستحق بدوره التتويج للمرة الثالثة على التوالي، رغم اخفاقه مع منتخب بلاده في التتويج بكأس أمم افريقيا التي نظمتها مصر بامتياز في ظرف وجيز، خاصة وأن النجم المصري توج بلقب أفضل لاعب في كاس العالم للأندية، ونال المركز الخامس كأفضل لاعب في العالم، إضافة الى تتويجاته مع ناديه ليفربول بلقب هداف الدوري بالمشاركة، وألقاب كأس العالم للأندية ودوري الأبطال الأوروبية والكأس السوبر الأوروبي، وهي نفس الألقاب التي نالها المتوج ساديو ماني الذي تفوق على صلاح ببلوغه نهائي كاس أمم افريقيا وبمركزه المتقدم في تصنيف أفضل اللاعبين في العالم حسب الفيفا، إضافة الى كونه كان وصيف صلاح سنة 2018 والثالث سنة 2017.


المنطق الذي توج ساديو ماني ملكا فصل هذه السنة بين ميول قلوب عشاق صلاح ومحرز، والمنطق كان أيضا فاصلا في تتويج بطلة افريقيا الجزائر بلقب أفضل منتخب لسنة 2019، وتتويج مدربها جمال بلماضي بلقب أفضل مدرب، وفوز قائدها رياض محرز بجائزة أفضل هدف، وكذا لقب أفضل لاعب محلي الذي ناله يوسف بلايلي، وهو الامر الذي يحدث لأول مرة في التاريخ بهذا الشكل الذي قلب كل الموازين في ظرف زمني قصير غير متوقع بعدما كان نفس المنتخب واللاعبين في غرفة الإنعاش لسنوات نتيجة عملية تهديم نتمنى ألا تتعرض لها منتخبات ولاعبون ومدربون أفارقة صاروا ينافسون على الجوائز العالمية وليس فقط القارية، على غرار ماني وصلاح، اللذين دخلا قائمة العشرة الأفضل في العالم.

حفيظ دراجي

القدس العربي 8 يناير 2020

حفيظ دراجي

حفيظ دراجي : اعلامي جزائري، مذيع ومعلق في قنوات bein sports منذ 2008 كاتب صحفي في عديد المواقع والصحف، وقبلها مذيع ومعلق في التلفزيون الجزائري بين 1988 و 2008 ، تقلد مناصب مدير القسم الرياضين مدير الأخبار ونائب للمدير العام

Advertisement

تابعوني على شبكات التواصل